كان حلما بالنسبة لهم عودة الحياة لطبيعتها عقب انتهاء الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد، وانتهاء إجراءات الإغلاق التي كانت الدولة ممثلة فى مجلس الوزراء قد اتخذتها لمواجهة انتشار الفيروس.
منظمو الأفراح الشعبية يعتمدون بشكل رسمي على الأفراح والمناسبات العائلية في الحصول على دخل يكفي أسرهم، لذا كان قرار رئاسة مجلس الوزارء الجديد بمنع إقامة أي سرادقات للعزاء أو الأفراح، بمثابة صدمة جديدة خصوصا أن قرار الإغلاق الأول لم يمر عليه سوى 5 أشهر.
قرارات جاءت سريعة
إسلام حريرة صاحب دي جي من عابدين، قال إنه على الرغم من تفهمه لأهمية قرارات الإغلاق إلا إنها لم تكن متوقعة بذلك الشكل السريع، خصوصا أنه ظل أكثر من 4 شهور بلا أي مورد مالي: «قرار منع أي سرداق للعزاء أو الأفراح ده صعب جدا، وكان ممكن يتعمل بشكل جزئي، أو يقلل العدد، لكن كده فجأة، الحقيقة أنا مش عارف هاعمل إيه، أو هامشى حياتي إزاى، خصوصا أن ده مورد رزقي الوحيد، يعني أنا معنديش أي حاجة تانية ولا بعرف أعمل حاجة تانية، والشهور اللي فاتت كنت قاعد على السلف من أهلي وأصحابي، ومكنتش بقدر أخرج أحسن اتحرج في أي فلوس ولا حاجة».
الخوف من المجهول هو ما شعر به عصام أوكا، مصور للأفراح الشعبية، وقال بضيق: «أنا عارف إن في إصابات وكل حاجة، ومتأكد إن ده في مصلحتنا، علشان الفيروس ميتنشرش، بس القصة مش كده، أنا أصرف على بيتي ومراتي منين، إحنا عمالة غير منتظمة، زى ما الناس بتسمينا، يعني شغلنا اليومي هو أساس قوتنا، لا في معاشات ولا في تأمينات، والفلوس اللي كنت محوشها قبل كده صرفتها كلها في الفترة اللي اتقفلت فيها الدنيا، لأن حرفيا بعد ما كنت ممكن اشتغل في اليوم 12 فرح، مبقتش اشتغل غير فرح واحد، وممكن ميجيش».
المقارنة بين الأفراح الشعبية والفنادق
المقارنة بين الأفراح الشعبية والأفراح في الفنادق هو ما فعله محمود رحيم، مصور أفراح من الهرم، معتبرا أن قرار الإغلاق سيضر الأفراح الشعبية والعاملين عليها بنسبة أكبر: «قرار الحكومة، إمكانية عمل أفراح أوبن أير في الفنادق، يعني في الهواء الطلق، يعني هما فنادق عندهم حاجات تسندهم سواء رأس مال شغالين عليه، أو استثمارات، وأكيد مش هيتأثروا زينا بمنع إقامة الأفراح تماما، طب ليه ميخلناش زيهم أن الأفراح تتعمل فى الشارع بنفس الطريقة، علشان بس نقدر نعيش».
منظم ليزر: حاولت أشتغل حاجة تانية
سامح بشرى، منظم ليزر فى الأفراح الشعبية، أكد أنه كان يتوقع حدوث الإغلاق مرة أخرى، وحاول تعلم حرفة جديدة حتى تكون عونا: «حاولت وفشلت أنا شغال بقالي أكتر من 11 سنة في موضوع الليزر، وحاولت أدور على شغلانة تانية ملقتش لأن أي شغل بيمشي الناس، ولما حاولت أتعلم طلع الموضوع مش سهل، طب في الفترة اللي هاتعلم فيها، مين هيصرف على عيالي، وناكل منين، والمعونة بناخدها بنصرفها في يومين، لأن أساس دخلي الشهري كان 5000 جنيه».
صاحب محل فراشة: بفكر أقفل المحل
سمير عبد الباري صاحب محل فراشة في منطقة عابدين، اعتبر أن محلات الفراشة حققت مكاسب معقولة خلال فترة الانتخابات الماضية، قد توفر للعاملين بعضا من السند، لكن ليس لفترة طويلة: «الحقيقة إحنا مش هننكر إننا كنا في موسم انتخابات من أول شهر 10 لغاية نص الشهر ده، لكن في النهاية الفلوس اللي دخلت دي بتعوض فترة القفل اللي فاتت، وحتى لو اتبقى منها حاجة مش هيكمل، وإحنا أكتر ناس اتضررنا من موضوع القفل ده، لأن شغلنا أساسه التجمعات، وأنا بفكر أصلا أقفل المحل، وأدوره حاجة تانية علشان أعرف أكل».
تعليقات الفيسبوك