لا تتوقف الوصفات الشعبية التي يطلقها البعض أملا في علاج كورونا، حتى لو كانت خالية من أي أساس علمي، أو تعطي أملا واهيا للمريض، فيترك العلاج الرسمي الذى قررته وزارة الصحة، عن طيب خاطر، ويدفع الأموال في علاج لا يغني ولا يثمن من جوع.
آخر تلك الوصفات، والتى من شهرتها اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعى، كالنار فى الهشيم، استخدام النشوق فى علاج فقدان حاسة الشم والتذوق لدى مصابى كورونا، باعتباره مادة كانت تستخدم قديما فى مساعدة الشخص على التخلص من الزكام، بدفعه للعطس عدة مرات، فيعود بعدها قادرا على الشم.
القرنفل وزيت النعناع والقرنفل لعلاج كورونا
يقول أحمد عبد الحميد يعمل فى محل للعطارة فى محافظة بورسعيد: «إحنا بنقدم وصفات كتيرة لمرضى كورونا، علشان يقدروا يقاوموا المرض، ويتخلصوا منه، وفى ناس كتيرة جات لينا بيتكلموا عن أزاى يرجعوا يشموا ويحسوا بطعم الأكل تانى، فكانت دايما الوصفة الشهيرة نقطتين من زيت النعناع فى الأنف، أو أنهم يغلوا القرنفل، ويحاولوا يشموه، أو نقطتين من زيت اللافندر، ولو حكمت خالص، ممكن استخدام النشوق، بس ده مش بنطلعه بسهولة، إلا لو اتأكدنا أن الشخص اللى هيستخدمه معندوش حساسية، لأنه لا قدر الله ممكن يعمل له مشاكل فى صدره، لأنه حراق وتقيل».
وصفات نابعة من جهل
بالتهكم والسخرية يواجه الدكتور سمير الأشقر، رئيس قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى جامعة القاهرة، تلك الوصفات الشعبية، مشيرا إلى أن انتشارها دليل على جهل يجب مقاومته بكل ضراوة، لأن الأمر يتعلق بأغلى ما يملكه الإنسان وهو صحته: «النشوق هى مادة كان يتم استخدامها قديما، من قبل العطارين فى القرن الـ19 عندما كان الاعتماد عليهم أكبر من الأطباء، وعدم الاعتراف بدور الطبيب، وهو مادة يتم استخدامها فى القضاء على الزكام، فعندما يستنشقها الإنسان، تعمل على تهييج الغشاء الداخلى المبطن للأنف فيضطر إلى العطس، فقط فهذا هو دورها الوحيد، ولا يمكن بأى حال من الأحوال استخدامها فى علاج فى فيروس كورونا، أو حتى فى علاج دور الإنفلونزا العادية».
العصب الشمي يصاب أولا
وشرح دكتور سمير سبب رأيه: «العصب الشمى، نطلق عليه نحن الأطباء اسم العصب رقم 1، وهو أضعف عصب داخل جسم الإنسان لعوامل كثيرة، لذا فأى مرض يصيب الإنسان، بما فيه الإنفلونزا العادية من الممكن أن تسبب إصابة لهذا العصب، ويتوقف عن العمل، وهو ما يحدث فى فيروس كورونا، وارتباط العصب الشمى بحاسة التذوق ارتباط شرطي، أي إن إصابة العصب الشمى، معناها تلقائيا فقدان حاسة الشم والتذوق، لأن الشم نصف التذوق، وعودته للعمل يتم بعلاجات معروفة علميا وطبيا، وليس مجرد استنشاق بودر هو فى الغالب مادة أقرب للتراب، ويجب على الناس إدراك ذلك، ونشره فيما بينهم بدلا من اللجوء لوصفات العطارين التى لا تفيد بل على العكس ضررها أكثر من نفعها».
تعليقات الفيسبوك