كولدير مياه صدقة جارية
قبل 6 أشهر، ضجت الصحف والمواقع الإلكترونية بقصة سيدة أربعينية دهست بالقاهرة الجديدة تحت عجلات سيارة شاب مراهق، لكن مع الوقت أصبحت قصتها في طي النسيان، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لجيرانها وأحبائها المسيحيين، والذين قرروا تنفيذ كولدير مياه، مكان الحادث صدقة جارية على روحها.
شيماء محمد نور الدين، المعروفة باسم سيدة القاهرة الجديدة، والتي دهست يونيو الماضي، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي لقصتها، فكر جيرانها بها وهي في دار الآخرة، منفذين لها «كولدير مياه بفلتر» بإحدى مدن القاهرة الجديدة بعد اتباع كل الإجراءات، بحسبما قالته شقيقتها رانيا محمد، لـ«الوطن».
أمر الصدقة الجارية عرفته شقيقة الراحلة الأربعينية بالصدفة، فالجيران لم يخبروها بأي شيء؛ لتتفاجأ أثناء مرورها بالشارع به، معبرة: «عيطت أول ما شوفته.. مش مضطرين يعملوا كده بشكرهم من كل قلبي».
شهر واحد هو ما جمع فتاة القاهرة الجديدة بجيرانها، لكنها تركت بصمة داخلهم، وفقا لشقيقتها، موضحة أن الرزق الحقيقي بعد الموت يكمن في الأشخاص الأصيلة والصحبة الطيبة.
«نسألكم الدعاء فضلا وليس أمرا للمتوفى بالرحمة والمغفرة لها بإذن الله شيماء نور الدين».. تلك هي تفاصيل الورقة المكتوبة أعلى الصدقة الجارية التي سعى إليها جيران «شيماء».
وترى رانيا محمد، أن الصحبة الصالحة لا تقاس بالديانة، مضيفة: «الوفاء والحب الحقيقي والنية الصافية في القلب مش في السوشيال ميديا ببوستين على الفيس وتغيير صورة بروفايل مع كام كلمة على الاستورى، الوفاء الحقيقي بعد الموت».
كما أكدت شقيقة الراحلة، أن ليس كل شخص نقابله صديق حقيقي لكن الأمر مرتبط بمن يتذكر دائما عقب الغياب والرحيل، مطالبة الجميع الدعاء لفقيدتها، قائلة: «الله يرحمك ويغفر لك وتكون الهدايا الحلوة ودى وغيرها من اللي يعرفك واللي مايعرفكيش بتوصلك».
تعليقات الفيسبوك