معاناة حقيقة يعيشها منذ 6 أعوام، فهو لا يقوى على ثني قدميه أو يديه وكذلك لا يستطيع تحريك أصابعه، بين ليلة وضحاها تحول من شابٍ يملأه النشاط والحيوية إلى قعيد جسده متيبس وجلده صلب ومشدود وكأنه أوشك على التمزق، ويستخدم الكرسي المتحرك في تنقلاته.
عبده لطفي عبدالفتاح 24 عاماً، من أبناء عزبة راجح بمحافظة الشرقية، أُصيب بمرض مناعي نادر وهو تصلب الجلد، وذلك عند بلوغه سن الـ18، يحكى "عبده": "في يوم صحيت لقيت نفسي مش قادر اتني رجلي اليمين، وجلدي مشدود قوي وبعدها ضهري ومش فاهم في إيه، كنت بروح لدكاترة اتعالج ولفيت على مستشفيات في محافظات كتير من غير أي فايدة، محدش من الدكاترة قادر يساعدني أو يوصف علاج لحالتي، وأخر مرحلة لقيت جلد جسمي كله بيتشد مني، مبقتش اتحرك نهائي وحركتي شبه مستحيلة لأن أي حركة كأني جلدي هيتقطع".
ترك التعليم لعدم قدرته على الحركة
عندما أصيب "عبده" بهذا المرض النادر، كان في الصف الثالث الثانوي الأزهري، لكنه لم يستكمل دراسته وترك التعليم نهائياً، رغم تفوقه المشهود له: "مبقدرش أمسك حاجة بأيدي للأسف سيبت كل حاجة ومذاكرتي لأنى مش قادر أمسك لا قلم ولا كتاب وخسرت تعليمي".
مفيش أمل
"حالتنا المادية على قدنا وأبويا مش حمل مصاريفي وكان الناس بتتبرع لعلاجي عشان أقدر أروح للمستشفيات، بس فقدوا الأمل في علاجي ومحدش بقى بيدفع لي حاجة وكتر خيرهم على كده"، وفقاً لـ"عبده"، الذي اضطر والده إلى عرضه على الدجالين بعد أن فشل العلاج الطبي في تحسين حالته.
يقول "عبده": "بحكم المكان وبعض العادات الشعبية خدوني وراحوا بيا لدجالين ومع ذلك الدجالين قالوا أن دي مش سكتنا"، يشعر الشاب الصغير باليأس كثيراً بين الحين والآخر، بسبب عدم قدرته على الحركة كباقي أقرانه: "نفسي أعيش حياتي زي أي شاب في سني كان زماني مخلص الجامعة وبشتغل وبصرف على البيت وأساعد أبويا مش أكون حمل زيادة عليه".
"عبده": والدي هو اللي بيشلني
في هذه المعاناة، كان والده العجوز الذي يبلغ من العمر 65 عاماً، هو سنده، كثيرا ما يتحامل على نفسه لحمل نجله ومساعدته على الحركة، وأيضاً حمله بين يديه لدخول الحمام وقضاء حاجته: "عندي 3 بنات وأنا ولد وحيد ومايقدروش يشيلوني، وأمي ست مريضة وأبويا رغم سنه الكبير لكن هو اللي بيشيلني وينقلني ويحطني على السرير زي العيل الصغير"، ووفقاً لـ"عبده"، فهناك عبء كبير على والده أيضاً، إذ يقوم بحمله والخروج به إلى الشارع للتمشية وتغيير جو المنزل: "أنا عبء على أبويا ومفيش أي حاجة في الدنيا تكفيه، أنا نفسي أتعالج وألاقي مستشفى تقبلني أو حد يتبنى حالتي عشان أريح أبويا من التعب وأقف جنبه وهو عجوز وفي عز المساعدة بدل ما هو اللي متعذب".
تعليقات الفيسبوك