عماد يتجول بعربة كارو فى شوارع الدقى وعليها الورد
لم يكن له من اسمه نصيب، فرغم أن اسمه يتشابه مع اسم الممثل الشهير "عماد حمدى"، إلا أن حياته لم تكن للمفارقة فيها ولو نذر يسير من الراحة أو الثروة التي يشتهر بها الممثلين، فقد فرضت عليه مهنته كبائع متجول للورد التنقل بين ربوع المحافظات ناسيا طعم الراحة حتى لو كان هناك فيروس "كورونا" في الأجواء
"أنا عايش في البراجيل، هناك الأرض الزراعية كتيرة، والأغنيا بيكون عندهم أماكن توزيع لمنتجاتهم، على مستوى المحافظات أو في القاهرة على الأقل، أما الناس اللى على باب الله زيى، بيبعوا حاجتهم بنفسهم، فباخد الشتل على عربية كارو، وألف في كل حتة، لعل وعسى اطلع بقرشين يأكلونى أنا وعيالى"، هكذا جاءت كلمات "عماد"، 42 عاما، بينما يشد "الكوفيه" على رقبته بقوة كى يحمى نفسه من البرد القارص، بعدما فشل جلبابه القديم في توفير الدفء له.
على الرغم أن "عماد" لم يحظى بأى تعليم، بسبب الفقر الذى تعيشه أسرته، إلا أنه يحفظ جيدا أسماء النباتات والشتل التى يبيعها للزبائن باللغة الإنجليزية، مؤكدا أن هذه المهارة ليس دافعها فقط إتقان عمله، بل حب للورود: "في الغالب اللى بيشتروا الورد، بيكونوا ناس هاى كلاس بيحبوه وبيقدروه، أو حتى ناس مستواها التعليمى عالى، فبكون عايز أجذبهم لمنتجاتى، والطريقة الوحيدة لكده أن أقولهم اسمها بالإنجليزى جنب العربى، ودى مهارة اتعلمتها من أبويا اللى ورثت عنه المهنة برضه، وكان بيقولى حب الورد يحبك".
لا يتجاوز دخل "عماد" اليومى أكثر من 80 جنيها، وهو رقم بالنسبة لظروف معيشته، من أنفاق على 5 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، ووالديه الطاعنين في السن هزيل: "أنا عايش في شقة أرضية عبارة عن أوضة بصالة بحمام، ومع ذلك أنا راضى جدا، المهم عندى، تعليم العيال، علشان رغم جمال الورد وحلاوته، إلا إنه مهنة بهدلة ومش بتكسب، أنا كل يوم من الدقى، لمدينة نصر، لشبرا، مفيش راحة، الحقيقة أن الورد هو اللى مرتاح أكتر منى لأن في ناس بتهتم بيه".
يبتسم "عماد" عندما يقارنه البعض بالممثل "عماد حمدى"، بسبب تشابه الأسماء بينما لا يجمعهما شئ آخر، مؤكدا أن ذلك التشابه جعله يتعرض للكثير من المواقف الكوميدية: "بأضحك لما حد يقولى أنت هتمثل أمتى بقى، وفى ناس تانية بيقولوا لى هو أنت بقى عماد حمدى، وفى ناس بتاخدها بتريقة، لكن ده قل لأن الناس الكبيرة بس هى اللى عارفة الممثل ده، لكن الشباب الصغير ميعرفوش عنه حاجة، وأنا لا ليا أصلا فى تمثيل ولا حاجة، أنا ليا فى الورد وعايش على باب الله".
تعليقات الفيسبوك