يمثل الممرضون والممرضات خط الدفاع الأول لحماية المرضى، بل والبشرية كلها من خطر وباء كورونا القاتل، إذ يتشاركون مع الأطباء في تلك المعركة الصعبة.
رسالة الوجع
خلف هؤلاء الممرضون والممرضات، قصص وحكايات تصل إلى حد التضحيات، بكل غال ونفيس من أجل القيام بدورهم، من تلك الحكايات قصة الممرضة الإنجليزية فيكى نيفيل 34 عاما، التى ضحت بوقتها مع طفلها الصغير من أجل الانضمام لمعركة القضاء على فيروس كورونا.
قررت نيفيل، كتابة رسالة من وحى ما تشاهده، ترصد فيها المآسى التى يشهدها المرضى، والمعاناة التى يعيشها القطاع الطبى فى بريطانيا، خصوصا بعد دخول المملكة المتحدة الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، قبل أن تقدم مجموعة من النصائح المهمة بشأن المرض.
مشاهد مؤلمة
"نحن الممرضات، نبكى ونتألم لما نشاهده من مآس تقشعر لها الأبدان، مؤخرا كنت أعالج رجل لطيف ودود أصيب بفيروس كورونا، وكان يهتم بالجميع، ويسألهم عن حالهم يوميا، قبل أن تتدهور حالتهن ويتم وضعه على جهاز التنفس الصناعى، ويبدو الألم الحقيقى أنه قد يموت وحيدا، بلا رفيق، فزوجته هى الأخرى مصابة بالفيروس ومعظم أفراد عائلته، لذا قررت أن أبقى بجانبه، وجلست 3 ساعات فقط، ثم توفى.. حاولنا إنعاشه دون جدوى، انهمرت دموعى بلا توقف".
تصف فيكى، أصعب لحظات حياتها، عندما اتصلت بزوجة الرجل المتوفى، لتخبرها بوفاة زوجها، وهى تعلم مدى صعوبة الأمر على الزوجة المصابة بفيروس كورونا، التى كانت غير قادرة على القدوم لتوديع زوجها: "لقد كانت أصعب وأسوأ مكالمة على الإطلاق، لقد شكرتنا الزوجة، على بذل قصارى جهدنا، الأمر الذى حطم قلبى، وأخبرتنى الزوجة بالكلمات التى أقولها للزوج كرسالة وداع، بينما أخلع خاتم زفافه وأضعه فى كيس بلاستيكى".
لا يتمكن المرضى من توديع أحبائهم
قالت فيكى، التى تعمل فى مستشفى "وارينجتون" فى شيشاير: "المكالمات الهاتفية مروعة حقا، فأنا عندما سجلت لأكون ممرضة فى المستشفى لم أسجل فى جائحة، لأقوم بتمريض فى العناية المركزة ويحتضر دون أقاربه، والشىء المحزن فى (كوفيد 19) هو أنه سريع للغاية، ويقول فيه المرضى وداعا لأحبائهم من خلال القناع".
أنجبت "فيكى" طفل صغير يدعى "ليو" منذ 5 أشهر فقط، وهو أول طفل لها بعد محاولات للإنجاب استمرت لمدة عامين، ومع ذلك قررت التخلى عن إجازة الأمومة، مع اندلاع الموجة الأولى للوباء.
ونشرت رسالتها عبر "تمريض تايمز": "شعرت أننى مجبرة على الحكى عما أواجهه كممرضة، فأنا لا أستطيع البكاء والجلوس دون فعل شىء، فأنا أريد الحديث عن المرضى الذين فقدتهم والذين لم أستطع إنقاذهم، على أمل أن يدرك الناس خطورة الفيروس، ويتوقف عن الظهور والتجدد، ووقتها يمكننى إقامة حفل زفاف".
تعليقات الفيسبوك