منذ خمسينيات القرن الماضي ولا زالت عائلة "شرموخ" تعمل في مجال بيع الفسيخ والرنجة، تعاقبت الأجيال وأصبح "صفوت فاروق" 45 عامًا، هو امتداد لجبل ثالث ورث تلك المهنة عن الآباء.
قصة عشق جمعت "صفوت" مع الأسماك، الأمر الذي جعله يُفضّل محل والده بمنطقة روض الفرج بشبرا على مجال دراسته، إلى أن جاءت لحظة كان قد تمناها لسنوات طويلة حينما أتيح له العمل إلى جوار والده، وحينها كان دوره يقتصر علي تجهيز الأطباق: "ورثت المحل ده عن أبويا وجدي، وواقف مكان والدي بقالي 22 سنة، من وقت ما خلصت دراسة في مدرسة التجارة بشبرا، كنت بعشق الفسيخ والرنجة، وأبويا كان بيجيب الرنجة الهولندي دايما وكانت وقتها في صناديق خشب، هو لاحظ إني ميال للنوع ده من الرنجة، وعلى الرغم من حبي للمحل إلا إني في بداية حياتي المهنية عملت في مصنع ملابس".
توفى الأب، وهنا قرر "صفوت" ترك مصنع الملابس الذي كان وضع فيه جميع ما يملك من أجل التفرغ لـ"المحل" الذي يعتبره ثروة حقيقية لابد له من الحفاظ عليها: "لما أبويا توفي وقفت مكانه وقفلت مصنعي، لأن مكنش ينفع أقفل محل الفسيخ اللي بقاله أكتر من 60 سنة شغال".
وأضاف: "في بداية الشغل مشيت علي نظام معين، كنت بجيب فسيخ ورنجة وملوحة وبطارخ، فضلت مستمر على النظام التقليدي في البيع لمدة 12 سنة، ومن 10 سنين بدأت أفكر في التجديد والتغيير، قولت لنفسي ليه مأجهزش الوجبة للزبون وأخلي السمكة علشان ياكل على طول، وبكده هوفر على الزبون إنه يقعد ينضف لأنه هياكل علطول يدوب بس يجيب العيش".
منذ فترة وجيزة سبقت وفاة الأب، كان قد لاحظ "صفوت" أن أبيه يقوم بعمل الفسيخ في رغيف "فينو" ويأكل منه ولكن لم يكن يقدمه للزبائن خشية عدم رضائهم عنه، إلى أن تقلد هو أمور المحل، وقرر أن يبدع في عمل الفسيخ برغيف من العيش الفينو: "جربتها بالعيش الفينو، وطلعت حلوة، وبعمل الفسيخ والملوحة بفينو مش بلدي".
وعن مكونات "السكلانس" الذي يشتهر به، يقول الأربعيني إنه عبارة عن رنجة وفسيخ مخلي يضاف إليه فلفل أخضر وبصل وطحينة إلى جانب ليمون وبعد خلطهم معا يضاف إليهم البطارخ: "عمل ضجة كبيرة وناس كتير حبته والمبيعات عندي زادت لأنه عجب الكل".
تعليقات الفيسبوك