داخل إحدى قرى محافظة البحيرة، يقف "محمد خالد" بتروسكيل عمل على تجهزيه خصيصا بطريقة مناسبة لبيع عصير القصب، متجاهلا نظرات التنمر من الكثير من المحيطين به، متمسكا بحلمه للوصول إلى هدفه من عامل بسيط باليومية إلى تاجر كبير في السوق.
"أنا أصلا بشتغل عامل في بيع الفراولة بس لأن في الصيف مش موسمها فمش بلاقي دخل ليا".. هكذا بدأ محمد البالغ من العمر 28 عامًا حديثه لـ "الوطن" حيث إنه حاول التفكير في مصدر دخل آخر في الفترة التي لا توجد فيها الفراولة ما جعله يعرض على خاله فكرة مشروع عصير القصب.
استقبل خال محمد فكرته بالتشجيع وقرر مساعدته بتوفير له تكلفة المشروع ويقف الشاب العشريني كعامل باليومية أمام التروسيكل الذي يحتوي على أعواد القصب وماكينة العصر: "عملتها مخصوص من الاستانلس عشان متصديش ومضرش العصير أنا مهم عندي جدا النظافة وبغسلها باستمرار".
كما أنه يلتزم بارتداء الكمامة والقفاز في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وحتى يشعر المار بالاطمئنان لشراء منه عصير القصب الذي تبدأ أسعاره من 2 جنيه حتى 5 جنيه لتناسب جميع المارة: "والقشر اللي بيتبقى من العصير بحطه في شوال وبديه لأي حد عنده جمل أو أي حاجة وهيحتاجوا بياخده مني ببلاش"، بحسب محمد الحاصل على دبلوم صنايع.
ولقى محمد تشجيع كبير من المحيطين به سواء عائلته وأقاربه وأصدقائه، قائلا "أهم حاجة الواحد يكسب بالحلال".
"أنا نفسي ابقى تاجر فراولة كبير ومبقاش عامل يومية واعرف اتجوز".. حلم محمد الذي يسعى إلى تحقيقه والوصول إلى هدفه وسط صعوبات كبيرة حتى يصل لمرحلة توزيع محصول الفراولة على التجار في الأسواق، كما أنه لا يستطيع الزواج لظروفه المادية: أنا بطولي محدش هيعملي حاجة ونفسي اتجوز ويبقى ليا أسرة".
تعليقات الفيسبوك