أوراق بردي وقطع فخارية نادرة محفورة بنقوش لعصور قديمة، وعملات معدنية قديمة يعود تاريخها إلى نحو 100 عام، تفوح منها رائحة التاريخ، متراصة على طاولة خشبية، وضعها محمد عبدالرازق، أستاذ مادة التاريخ بمدرسة المتفوقين الثانوية بنين بعين شمس، أمام طلابه داخل الفصل، يلفت أعينهم إليها قبل الشروع في شرح المنهج، إذا فكر أحدهم بفحص إحداهما بيديه ينتقل عبر بوابة الزمن إلى حقبة العصر الفرعوني فيتطاير صاحب المقتنيات فرحًا فخورًا بحصاد تعبه ونجاحه في تعريف طلابه بكنوز مُخبأة من التاريخ.
منذ أن بدأ مسيرته المهنية كمدرس لمادة التاريخ، شُغف "مستر محمد" حبًا باتباع الطرق التفاعلية العملية لشرح أجزاء المنهج لطلابه، يتجول بالأماكن التاريخية كشارع المعز والأزهر بالساعات بحثًا عن أوراق البردي والعملات المعدنية القديمة، "تدريس التاريخ لازم يكون عملي عشان الطلاب يفهوه، لو مفيش فرصة لزيارة مكان أثري في الواقع نستبدله بشراء أشياء معبرة عنه"، يقول معلم التاريخ في بداية حديثه لـ"الوطن".
"مصادر دراسة الحضارات"، عنوان درس مقرر في منهج التاريخ للصف الأول الثانوية، لتعليم الطلاب كيفية الحصول على المعلومات التاريخية، اختار المعلم الخمسيني تدريسه لطلابه على عينات مختلفة من تلك المصادر بعيدا عن التلقين والحفظ، " وبحسب تعبيره، هناك نوعين من مصادر المعلومات التاريخية، مصادر أولية ومصادر ثانوية، وأوراق البردي خير مصدر للمعلومات عن الحضارة الفرعونية، أما العملات المعدنية القديمة مصدرًا هاما على العصور التاريخية القديمة التي ترجع إلى عصر الاحتلال الانجليزي وغيرها من العصور القديمة.
محمد: المعلومة بتثبت أكتر في أذهان الطلاب لما يشوف اللي بيدرسه بشكل عملي
"المعلومة بتثبت أكتر في أذهان الطلاب لما يشوف اللي بيدرسه بشكل عملي"، مبدأ ثابت لم يتغير لمرور السنوات لمعلم مادرة التاريخ، كلما أتيحت له زيارة أثر تاريخي أو أحد المتاحف المتعلقة بمحتوى المنهج يصطحب طلابها إلى المكان لشرح تلك الجزئية في المنهج على أرض الواقع، حتى لجأ إلى تخصيص ركن بالمدرسة لعرض مقتنيات تاريخية مختلفة ليمر عليها المارة يفحصونها ويتعرفون من خلالها على عصور التاريخ المختلفة،"حطيت ورق بردي وقطع فخار منقوشة وعملات معدنية وكتب تاريخ قديمة للاطلاع عليها وسط المدرسة"، بحسب وصفه.
تعليقات الفيسبوك