مختار علي
بملابس بسيطة ودراجة تبدو متهالكة من كثرة استخدامها، وبوجه شاحب تُظهر ملامحه مدى المتاعب الكبيرة التي تعرض لها "مختار علي"، الشهير بـ"عم مختار"، متجولا في شوارع الجيزة وضواحيها بحثًا عن عملٍ يمكنه من كسب قوت يومه لسداد التزامات مصاريف حياته الأسرية.
رحلة طويلة يقطعها "مختار علي"، القاطن في بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، يوميًا على دراجته، بحثًا عن العمل: "بقعد ألف في شوارع الجيزة بالعجلة حوالي 4 ساعات كل يوم، وكل ما أتعب بقعد أريح شوية وأرجع أكمل لغاية ما اليوم يخلص".
الإصابة بفيروس كورونا كانت بداية قلب حياة "مختار" رأسًا على عقب: "صرفت مخزوني من الفلوس وقتها على التحاليل والعلاج، خصوصا إن السوق كان نايم طول فترة كورونا وطول الفترة دي كنت بصرف من الفلوس اللي شايلها"، هكذا حكى صاحب الـ59 عاما خلال حديثه لـ"الوطن".
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد ازدادت الأمور صعوبة على "مختار" بعدما توقف عمله تماما منذ 3 شهور: "ملحقتش أفرح بالتعافي من المرض، كنت بشتري أنابيب فاضية وابيعها جملة للتجار، فأي مكان بيركب غاز طبيعي بروحه أشتري الأنابيب الفاضية منهم وأبيعها، لكن دلوقتي الشغل وقف خالص ومحدش راضي يشتري".
"مصاريف ولادي في المدرسة متدفعتش"، كلمات ذكرها "مختار" بنبرة صوت يملأها الحزن: "مطلوب مني أدفع إيجار الشقة ومصاريف البيت اليومية لغاية ما فلوسي خلصت، ومحدش راضي يشغلني في أي محل خصوصا علشان سني كبير".
"محتاج عمل.. ولدي أربع أولاد.. وظروفي صعبة جدا.. وجزاكم الله خيرا"، 4 جمل دونها صاحب الـ59 عاما، على ورقة ملصقا لها على دراجته للبحث عن العمل، بحسب "مختار": "مبعرفش أقرأ ولا أكتب بس خليت حد طبعهالي على الكمبيوتر وحطيتها على العجلة، يمكن تساعدني أكتر وأنا بدور على شغل وحد يتصل بيا".
رفض "مختار" للتسول وعزة نفسه، دفعته لاختيار التجول في الشوارع للبحث عن العمل أملا في تلبية شخص لطلبه: "مش همد أيدى لحد وأتسول حتى لو هموت من الجوع".
وعن الصورة المتداولة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي شهدت تفاعلا كبير، رد "مختار" قائلا: "مبعرفش أتعامل مع الكمبيوتر، بس فيه واحد قالي هصورك وأنزلك الصورة على النت هتساعدك".
تعليقات الفيسبوك