الطفلة جويرية زينهم
مع بداية كل عام دراسي جديد، يستعد الطلاب للحصول على الكتب الدراسية في المواد المختلفة، وعلى وجههم يرتسم الفرح والسعادة، يتركون فصولهم ويذهبون للحصول عليها، يصطفون في طابور، كل ينتظر دوره، فتقف الطفلة جويرية زينهم، طالبة بإحدى المدارس الخاصة بمدينة نصر، تترقب بكل شغف الحصول على الكتاب الدراسي، لرؤية محتواه، وما ستدرسه خلال العام الدراسي، وعندما يأتي دورها، تتفاجأ الطفلة الصغيرة برفض المدرسة تسليمها الكتب.
أثناء استلامها الكتب، طلبت المدرسة من الطفلة "جويرية" طلبات عديدة، من الإمضاء على إيصال دفع المصاريف، إلى الذهاب للحسابات، حسب ما حكته الطفلة لتغريد أنور، والدتها، والتي روت بدورها لـ"الوطن" ما حدث مع ابنتها: "في أول يوم دراسة، وهما بيسلموا الكتب لبنتي وزمايلها، بنتي اداتهم إيصال المصاريف، بصوا فيه كده وفضلوا يطلبوا منها طلبات كتير، دوخوها، قالوا لها روحي امضي على الإيصال، بعد كده قالوا لها روحي الحسابات، وفضلوا يبعتوها لأماكن كتير، لغاية ما المدرسة شافت الإيصال وقالت لها لما والدك يجي نتكلم معاه".
رفضت المدرسة إعطاء الكتب الدراسية للطالبة، لحين استكمال والدها دفع المصاريف الدراسية: "أنا عندي بنتين في المدرسة، الصغيرة 2 إبتدائي والكبيرة في رابعة، مصاريفهم الاتنين مع بعض 14 ألف، دفعنا نص المصاريف، يعني 7 آلاف جنيه، لقينا المدرسة بتقولنا ادفعوا كمان ألف ألفين عشان البنت تستلم الكتب، رغم إني بنتي الصغيرة استلمت".
حزن كبير خيم على الطالبة الصغيرة، التى بكت وسط زملائها في الفصل الدراسي، بسبب عدم امتلاكها كتب مثلهم، وتحاول المُعلمة بدورها من وقت لآخر، إعطاءها الكتاب الخاص بها، لتستطيع قراءة الدروس والمتابعة مع زملائها، وفقاً لـ"والدتها": "بنتي بتعيط وتشتكي، وبتقول لي مش عندي كتب، هذاكر إزاي، وكل كتاب تروح تستلمه يقولوا لها اطلعي الفصل، مفيش كتب".
حاول والد "الطفلة" الذهاب إلى المدرسة لمناقشة الأمر، فلم تقابله المديرة، قائلين له إنها "في اجتماع".
تؤكد "تغريد"، والدة الطفلة، أنهم لن يستطيعوا دفع المصاريف دفعة واحدة، وأنهم دفعوا نصفها وهو المطلوب: "مش هقدر أدفع حتى لو ألفين جنيه مرة واحدة، عندنا مصاريف تانية أهم".
تعليقات الفيسبوك