​

لا أحد يتخيل أن لعبة ابتكرت من أجل الترفيه تكون سببا في وفاة العشرات من الأطفال، الأمر هنا ينطبق على لعبة "بابجي" والتي كان أخر ضحاياها طفلين بمحافظة الإسماعيلية. 

فعلى ناصية العزبة التي يقطن بها الطفلان في الإسماعيلية، جلسا على شريط السكة الحديد المواجه للعزبة وفي آذانهما "سماعات الموبايل" التي حجبت عنهما صوت القطار القادم أثناء لعبهما "بابجي" بعيداً عن أنظار الجميع، وفي لحظة خاطفة دهسهما تحت عجلاته.

ولقي الطفلان  مصرعهما دهسًا تحت عجلات القطار المار بعزبة عسكر بدائرة مركز أبوصوير، وانتقلت قوة من مركز الشرطة إلى مكان الحادث، وتبين وفاة "يوسف .م.ا" 12 عامًا و "إبراهيم .م.ا" 13 عامًا يقيمان بعزبة عسكر دائرة مركز شرطة أبوصوير، وجرى نقل الجثتين لمستشفى جامعة قناة السويس تحت تصرف النيابة.

وفي مطلع أكتوبر الماضي، اللعبة المعتمدة على فنون القتال والحرب، دفعت طفل في الحادية عشر من العمر بقرية كفر أبراش مركز مشتول السوق الشرقية، إلى التخلص من حياته شنقا داخل غرفة نومه، بسبب نهر أسرته له ومطالبته بعدم لعب "بابجى".

ووقتها، انتقل ضباط مباحث مركز مشتول السوق، إلى موقع البلاغ لمعرفة ملابساته، وتبين من التحريات الأولية قيام الطفل "يوسف م."، 11 سنة، بالصف الخامس الابتدائي، بالتخلص من حياته شنقا، بسبب نهر أسرته له ومطالبته بعدم الإكثار من لعبة بابجى وتركها. 

وقبل ذلك الحادث، كانت هناك واقعة أخرى في مدينة بورسعيد؛ إذ لقى طفل مصرعه بسكتة قلبية، أثناء ممارسته لعبة إلكترونية شهيرة على الهاتف المحمول، وذلك في سبتمبر الماضي.

وأثار حادث وفاة طفل البالغ من العمر 12 عاما، حالة من الجدل مرة أخرى حول خطورة انتشار مثل هذه الألعاب بصورة كبيرة بين الأطفال، الأمر الذي أكد المتخصصون على خطورته وجعل أولياء الأمور يدشنون هاشتاج "حياة أولادنا في خطر أوقفوا لعبة ببجي"، منادي بضرورة الالتفات لمثل هذه الألعاب وتأثيراتها السبية على الأطفال.

وفي يوليو الماضي، أقدم شاب في الصف الثالث الثانوي على طعن زميله بمطواة في مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، لتعرضة للخسارة منه في لعبة "بابجي"؛ إذ قال الدكتور عمرو عبد المنعم، أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب جامعة طنطا، إنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد الأشخاص مقيم بقرية كفر الشوربجي بدائرة مركز كفر الزيات، يفيد بتعرض نجله لـ7 طعنات بالصدر والذراع من صديقه بـ"مقص وكسر زجاجة مياه غازية"، عقب فوز ابنه عليه وهزيمته وقتله في لعبة بابجي.

وسبق وأن وجه المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، رسالة للأهالي بشأن الألعاب الإلكترونية، قائلا إنه من الضروري  مراقبة الأطفال والشباب بشكل جيد خاصة في ظل ما يمكن أن تفعله الألعاب في الشباب والأطفال في الفترة الحالية. 

ووجه خبير أمن المعلومات في مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج "صالة التحرير" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، رسالة للأهالي: "مش كل لعبة تريند حاجة كويسة، راقبوا أولادكم، ومش أي لعبة يحملها، راقبوا ولادكم كويس، وفي تطبيقات تعطيكم رقابة أبوية، إن كان الولد منشغل طوال الوقت بلعبة معينة يجب البحث عن تلك اللعبة والنظر إليها بشكل جيدا وما يمكن أن تؤثر عليه من تلك اللعبة". 

وعن طريقة إدارة التطبيقات والألعاب التي يستخدمها الأطفال وحظرها من الأطفال، يمكن من خلال تقنية توفرها "جوجل"، وهي استخدام Family Link لإدارة حساب طفلك على Google، ومن خلال هذه التقنية يمكن للأسرة، اختيار تطبيقات محدّدة يمكن استخدامها على أجهزة معيّنة. 

ولحظر تطبيق معين من هاتف الطفل سيتم ذلك في غضون 5 دقائق، أو بعد اتصال الجهاز بالإنترنت، وإذا كان الطفل يستخدم التطبيق في الوقت الذي حظرته فيه، سيتلقّى تحذيرًا لمدة دقيقة واحدة لإنهاء مهامه على التطبيق قبل حظره. 

وحول كيفية حظر التطبيق باستخدام Family Link، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي لشركة "جوجل"، اتبع الآتي.. 

- افتح تطبيق Family Link .

- اختَر حساب طفلك.

- في بطاقة "التطبيقات المثبّتة"، انقر على المزيد.

- انقر على اسم التطبيق الذي تريد السماح به أو حظره.

- فعِّل "السماح بالتطبيق" أو أوقِفه.