108 أعوام مروا على أشهر حادثة غرق في التاريخ، والتي راح ضحيتها أكثر من 1500 شخص دون أي ذنب سوى أنهم اختاروا ركوب أغلى وأفخم سفينة في العالم "تايتانيك".
ورغم مرور العديد من السنوات على غرق الضحايا، إلا أن هناك معركة قضائية جارية حول ما إذا كان يجب نبش رفات الضحايا الذين ربما لا يزالوا داخل حطام السفينة الغارقة، لاستخراج جهاز الاتصال اللاسلكي منها، أو ترك السفينة قابعة في قاع المحيط في سلام.
وترغب شركة "آر إم إس تيتانيك" في استخراج جهاز التلغراف اللاسلكي "ماركوني" الذي بث نداءات الاستغاثة للسفينة الغارقة في الساعات الأولى من يوم 15 أبريل 1912، والذي ساهم في إنقاذ حياة حوالي 700 شخص بواسطة قوارب النجاة، لكن الحكومة الأمريكية تعارض الخطط، قائلة إن العملية ستنتهك القانون الفيدرالي ولا تحترم اتفاقا دوليا ينص على اعتبار حطام الباخرة موقعا تذكاريا، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.
قصة غرق تايتانيك
في 14 أبريل عام 1912، أبحرت "تيتانيك" من إنجلترا إلى نيويورك، ثم في الساعة الحادية عشر و40 دقيقة مساء، اصطدمت بجبل جليدي، ما أدى إلى تسرب آلاف الأطنان من المياه إلى داخل السفينة من خلال الثقوب التي نتجت عن الاصطدام.
وأخبر توماس أندروز مصمم السفينة، الذي كان على متنها في وقت الحادث، القبطان بأن السفينة ستغرق، بعدما لاحظ الضرر الهائل في هيكلها.
وفي تمام الساعة الثانية عشر و15 دقيقة صباح يوم 15 أبريل، بث القبطان إشارات استغاثة من نظام "ماركوني" المتواجد عليها، وسرعان ما بث القائمون على أجهزة اللاسلكي في السفن والمحطات الأرضية نداءات الاستغاثة من السفينة المنكوبة في محاولة سريعة لطلب النجدة.
وكانوا يستخدمون شفرة مورس، وهي سلسلة من النقاط والرموز المعترف بها دوليا ويتم إرسالها كصفير عبر أجهزة راديو تبث على الموجة القصيرة، في ذلك الوقت من أجل بث الاستغاثة.
وأرسل البحار جاك فيليبس برقية إلى سفينة "كارباثيا" يقول فيها: "تعالوا حالا، لقد اصطدمنا بجبل"، وبرقية أخرى إلى سفينة "فرانكفورت" الألمانية، يقول فيها: "لقد اصطدمنا بجبل جليدي، ونغرق الآن من جهة المقدمة".
وتابع فيلييس بإرسال برقيات عن سير عمليات الانقاذ، وقال في إحداها: "نحن نضع النساء والأطفال في قوارب صغيرة لا يمكنها أن تدوم طويلا، إنها تفقد القدرة"، وبرقية أخرى تقول: "هذه تايتنك.. غرفة المحرك تغرق".
ولم ينجُ جاك فيليبس من الكارثة، فقد مكث في حجرته بعد أن أعفاه القبطان من أداء واجبه، وظهرت بطولته بشكل بارز في قصص وروايات مأساة تيتانيك.
انقطاع الكهرباء وانقلاب السفينة
في الساعة 2.10 صباحا، انقطعت الكهرباء عن سفينة الركاب الفاخرة وصمت جهاز ماركوني، حيث كانت مقدمة السفينة أصبحت تحت الماء تماما ومؤخرتها في الهواء، وفي حوالي الساعة 2.20 صباحا، انشطرت السفينة إلى قسمين وبدأ الحطام بالهبوط إلى قاع المحيط الأطلسي.
وبعد أقل من ساعتين من الغرق، وصلت السفينة كارباثيا إلى المنطقة وأنقذت 700 ناجٍ تمكنوا من ترك الباخرة المنكوبة باستخدام قوارب النجاة التي كانت تتسع لنحو نصف الأشخاص الذين كانوا موجودين فعليا على متنها فقط، إذ تشير التقديرات إلى أن 1500 من ركابها لقوا حتفهم في المياه المتجمدة.
العثور على حطام تايتانيك
في عام 1985، تم العثور على حطام السفينة الغارقة على بعد 740 كيلومترا من نيوفاوندلاند في كبدا، على عمق 4000 متر من المكان الذي غرقت فيه.
ومنذ عام 1987، استعادت شركة "آر إم إس تيتانيك" أكثر من 5500 قطعة أثرية، كالأواني الفضية الخزفية والعملات الذهبية، كما نفذت ثماني بعثات استكشافية إلى الحطام، لكن في العام الماضي، قام فريق دولي من مستكشفي أعماق البحار بمسح الحطام لأول مرة منذ ما يقرب من 15 عاما، وأفاد بأن بعضه يتآكل بسرعة.
معركة قضائية
في وقت سابق من هذا العام، أعلنت شركة "إم آر إس"، عن خطتها لاستعادة جهاز الاتصال ماركوني باستخدام روبوت تحت الماء بحلول صيف عام 2021، وإثر ذلك تم رفع دعوى أمام المحاكم الأمريكية لمنع الشركة من القيام بذلك.
وكان قاضٍ قد سمح للشركة باستخراج جهاز اللاسلكي من السفينة قائلا، إن استعادته "سيساهم في الحفاظ على ذكرى مأساة السفينة التي لا تُمحى من الذاكرة وذكرى الذين ضحوا بحياتهم والذين نجوا بأرواحهم".
لكن المحامين الأمريكيين الفيدراليين يقولون إن الخطوة غير قانونية، ففي العام الماضي، وقّعت كلا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اتفاقية تمنح الحكومتين مزيدا من الصلاحيات، لضمان الحفاظ على موقع الراحة الأبدية لأكثر من 1500 مسافر وطاقم و الحفاظ على حرمتهم.
فيلم وثائقي يكشف دور القبطان في غرق تايتنيك
كشف فيلم وثائقي بعنوان "Titanic Arrogance" أن القبطان "سميث" قاد من قبل السفينة "أولمبيك" وهى الأخت التوأم لـ"تايتانيك" في عام 1911، قبل أن يتسبب في غرقها بعدما اصطدم بسفينة حربية بريطانية في 20 سبتمبر.
وعلى الرغم من تحطم "أولمبيك" إلا أن القبطان "سميث" تمكن من إعادتها إلى الميناء بمقصورتين فقط، وبعد التحقيق في الحادث وجدت البحرية الملكية أن شركة "وايت ستار" للمحركات هي المسؤولة عما حدث وتم تبرئة "سميث".
وعرف عن القبطان "سميث" شهرته بالتسلط، وارتكابه العديد من الأخطاء، ولم يعرف السبب الحقيقي وراء اختياره لقيادة "تايتانيك"، إذ أكد بعض الضباط أنه لم يكن يصلح لهذا المنصب على الإطلاق.
تعليقات الفيسبوك