هناك العديد من القصص والأحداث الدينية التي حدثت في الماضي، وتحدثت عنها كتب المفسرين وذكرها الصحابة أيضا نقلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن هناك قصص أيضا يتداولها البعض ويعتقدون أنها حدثت في عهد النبي أو عهد احد من الصحابة، دون أن معرفة حقيقتها ـو مصدرها، ومن بين تلك القصص، طرد الله سبحانه وتعالى للثعبان والطاووس من الجنة.
تقول القصة إن طائر الطاووس ساعد إبليس على الدخول للجنة ودله على على الشجرة التي أكل منها سيدنا أدم عليه السلام وأخرجه الله سبحانه وتعالى بسببها من الجنة إلى الأرض.
وأما الثعبان فكان له قوائم كقوائم البعير، ودخل إبليس في جوفها ليغري سيدنا أدم عليه السلام بهذة الشجرة، فغضب الله على الحية وأخرجها من الجنة، وعندما أراد إبليس دخول الجنة وقف على بابها 100 عام، ولما رأى الطاووس طلب منه أن يدخله الجنة، فأخبره الطاووس أنه سيدله عمن يساعده ودله على الثعبان، وكان الثعبان في ذلك الوقت خادما لسيدنا آدم فخانه ومكّن عدوه إبليس منه والوسوسة إليه.
وبعد أكل سيدنا أدم من الشجرة، طرد الله الحية والطاووس من الجنة ونزل سيدنا أدم إلى الأرض.
حقيقة طرد الطاووس والثعبان من الجنة
وعن حقيقة القصة السابقة، قال الشيخ الأزهري أحمد مدكور في حديثه لـ"الوطن"، إن الراوية ليس لها أساس من الصحة وليست حقيقية ومن باب الكذب والافتراءات.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى أخرج آدم من الجنة بعد وسوسة الشيطان له وزوجته، كما جاء في سورة البقرة :" فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ".
كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: " فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ".
وأكد " مدكور" أن كل ما قيل عن دخول الشيطان إلى الجنة عن طريق حية غير صحيح وهذا كذب ومن بين الإسرائيليات، ولا يوجد في الشرع أي دليل أو آية عن صحة ذلك الأمر، ولو كان صحيحا لذكره الله سبحانه وستعالى في القرآن الكريم أو ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه النبوية.
تعليقات الفيسبوك