في أحد دور المسنين الخاصة بالسيدات في بولاق الدكرور بالجيزة، تجلس سيدة بمفردها دائماً رغم وجود الكثير من النزيلات، بجانبها زجاجة مياة معدنية لا تشرب غيرها، وكرسي متحرك لعدم قدرتها على المشي.
تشعر منى الوزيرى، 65 عاماً، دائماً بالحزن وتشتاق إلى العودة لبيتها القديم والعيش مع أخواتها، ولذا ألحت على صاحبة الدار للموافقة على زيارة أخواتها، دون أن تدري أن وقع هذه الزيارة سيؤثر على نفسيتها، حيث رفض الإخوة استقبالها في مشهد قاس ليس له علاقة بالإنسانية.
بعد إلحاحها على سامية سيد، صاحبة دار روضة الحبيب للمسنين، بأن تزور أشقائها لاشتياقها إليهم، استجابت إليها وذهبت معها إلى بيت والدها القديم رفقة عدد من مشرفين الدار، فوجئوا برفض أهلها استقبالها ولا حتى مجرد رؤيتها: "كانت هتطير من الفرحة وإحنا رايحين لكن اتفاجئنا إنهم بيقولوا مش مستحملينها ومش عاوزينها معانا، ورفضوا يعطونا بطاقتها علشان بيقبضوا بيها معاشها، وقالوا لما تموت هاتيها وإحنا ندفنها، واضطرينا نمشي وهنعمل محضر عشان نجيب بطاقتها ومعاشها يرجع لها".
بحسب "سامية" فإن السيدة المسنة تعاني من اضطربات نفسية، وتحظى بمعاملة خاصة عن باقي النزيلات، مؤكدة أنها لو لم تجد الطعام الذي تحبه لا تأكل ولا تشرب إلا من المياه المعدنية، وتنام في بلكونة الدار رغم وجود الكثير من الغرف الفارغة: "بتاكل أكل معين ودايما قاعدة لوحدها، ومش في بالها غير الرجوع لإخواتها اللي مشافتش منهم غير القسوة".
تحكي "سامية" عن تفاصيل حياة "منى" قبل انضمامها إلى الدار: "أخواتها أخدو معاشها وطردوها في الشارع، وقعدت على كرسي متحرك قدام كلية الزراعة بجامعة القاهرة، أخواتها كانوا عارفين مكانها، وكل 3 شهور بيروحوا ياخدوها عشان تجدد فيزا معاش والدها ويقبضوا هما بيها"، مؤكدة أنها استجابت لأحد العاملين بكلية الزراعة لانتشال السيدة من الشارع، وذلك منذ 6 أشهر.
تعليقات الفيسبوك