فى غرفة صغيرة ليس بها منفذ للتهوية، كانت علا محمد، 44 عاماً، تعيش مع أولادها وسط القمامة والمخلفات وطفح مياه الصرف الصحى، التى أصابهم جميعاً بأمراض مختلفة، هذا الحال لم يرض مؤسسة إيواء، فانتشلتهم من هذه الحياة وضمتهم إلى نزلائها ليعيشوا كأسرة كاملة داخل الدار.
تحكى "علا" مأساتها مع إصابة أولادها الأربعة بأمراض مختلفة، بسبب إهمال زوجها لهم في العلاج: "أنا مش قادرة أمشى بسبب ألم شديد فى رجلى والأطباء قالوا لى بسبب سوء التغذية، وبنتى رحمة عندها كسر فى الحوض ومشاكل فى العمود الفقرى، وابنى سيد عنده تقوس فى رجله ومابيقدرش يمشى، وبنتى هنا عندها ورم فى العمود الفقرى ومحتاجة عملية، وآية عندها نقص تغذية وبتمشى على عكاز".
كل هذا العدد بخلاف اثنين آخرين كانوا يعيشوا فى غرفة مظلمة تغرق فى مياه المجارى، قبل انتقالهم إلى دار الإيواء: "اتجوزت وأنا عندى 15 سنة وخلفت ابني الكبير إسلام، ومات جوزى بعدها بـ3 سنين، أهلى جوزوني أخوه عشان العادات والتقاليد، وعشت معاه فى نفس الشقة وخلفت منه 5، وللأسف مكنش بيصرف علينا ولا متحمل مسئوليتنا وسوء التغذية أصابنا بأمراض كتير".
بعد أن كبر ابنها "إسلام"، طردها وأولادها من الشقة، فاستأجرت غرفة صغيرة فى بولاق الدكرور: "المشكلة الحقيقية اللى بعاني منها هو مرض ولادى، والمشكلة الأكبر إن اتنين منهم وهما "آية وهنا" غير مسجلين في الدولة ومعندهمش شهادات ميلاد، يعنى مش هعرف أعالجهم تبع الدولة".
.
وحسب "رحمة" الابنة الأوسط بين أخواتها فإنها خرجت من المدرسة لتعمل خياطة وتساعد فى الانفاق على أخواتها: "أبويا كان حارمنا من كل حاجة، وكان بيضربنى بعنف لدرجة ان جدتى كانت بتغطى وشى وهو بيضربنى بكرسى خشب"، لافتة إلى أنها بعد ذلك تفاقمت إصابتها وأصبحت غير قادرة على المشى: "بقالى 6 سنين مابقدرش أمشي".
أمر "آية" هو الأهون من بين أخواتها، فهي لا تقدر على السير إلا باستخدام عكاز ولكنها تحتاج إلى بعض العلاج والتغذية: "لما بمشي بحس ان جسمي كلها بيرتعش وبيوجعني من الألم".
لم تكمل "هنا" عمر التاسعة وتعانى من ضعف عام فى الجسم وورم في العمود الفقرى: "خايفة ماقدرش أمشي زي أخواتي، ولازم أعمل عملية بـ85 ألف جنيه، ساعات ببقي هموت من التعب، بس مش قادرة أتكلم عشان حالنا صعب، ودلوقتى كلنا عايشين فى دار ايواء عشان معندناش بيت".
تعليقات الفيسبوك