القصة التي هزت المجتمع المصري منذ أمس، والتي تعرضت خلالها طفلة للتحرش في فناء أحد العقارات بمنطقة المعادي، لم تكن الأولى، فقبلها حوادث كثيرة لأطفال تعرضوا لوقائع مشابهة.
وخارج مصر تعرض الأطفال لحوادث تحرش كشفتها السوشيال ميديا، منها قصة الطفل المغربي، 12 عامًا، والذي تعرض للاغتصاب بالقوة، على يد شخص عمره 32 عامًا، حيث قتله بعد اغتصابه ودفنه داخل الحديقة المجاورة لمنزله.
وقد هزت الجريمة الشارع المغربي، وأعادت الحديث مجددًا عن ما يسمى اضطراب «بيدوفيليا»، وهو اضطراب نفسي يجعل الشخص يتشتهي الأطفال جنسيًا.
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، يوضح أن هذا الاضطراب منتشر في الوطن العربي وأوروبا مقارنة بمصر، وهو اضطراب جنسي، يدفع الشاب أو المراهق لاستخدام الطفل لإشباع رغبات جنسية لديه: «البيدوفيليا يعني واحد بيحب يتعامل مع الأطفال جنسيًا، عن طريق العضو الذكري، أو ملامسة أصابع اليدين وخاصة السبابة، وبيكون تعرض لكده وهو صغير من حد كبير، فيبدأ يعمل ده كنوع من الانتقام من المجتمع، أو بيعوض اللي حصل له وهو صغير، وفي ناس عندها ده نتيجة اضطرابات في التربية».
ويمكن للشخص المصاب بالـ«بيدوفيليا»، أن يكون متزوجًا، ولديه العديد من الأبناء، وتظل لديه الرغبة اشتهاء الأطفال، ولكنها تأتي على فترات: «ممكن الأب ده يتحرش بأبنائه ويشتهيهم، طبيعي وبتحصل، ودي مشكلة كبيرة، لازم الشخص المصاب لما يحس بده أو حد قريب منه يشوف ده يجبره يزور طبيب نفسي».
يؤكد «فرويز» أن الطفل الذى تعرض للتحرش قد لا يصل لمرحلة الإصابة بالـ«بيدوفيليا» إذ تم التعامل معه بشكل صحيح: «لو طفل تعرض لده، وماحدش اتكلم معاه في الموضوع ومتكررش الفعل ده تاني معاه، هيبدأ بشكل تدريجي ينسى اللي حصل، ولو نجح في حياته ولقى التعويض، هينسى».
وتتردد على «فرويز» حالات «بيدوفيليا»، ويحاول في البداية معرفة أين وصلت حالة المصاب، وعدد الممارسات: «حسب شدة الحالة والفترة الزمنية، ببدأ أحدد نوع العلاج اللي هو محتاجه، جلسات نفسية ولا سلوكية ولا أدوية».
رحاب العوضي، أستاذ علم النفسي السلوكي، تؤكد أن معظم حالات البيدوفيليا قد تعرضت لتحرش من شخص قريب، سواء أخ أو خال: «التحرش من قريب أو بعيد تأثيره واحد، لو متعاملناش مع الطفل صح، وبدأنا نفهمه ونخليه ميتعاملش مع الشخص ده تاني، ويرفض أي فعل مشابه له، هايبدأ الطفل يحس بخوف، وواحدة واحدة هايشتهي ده تاني، ويروح للشخص اللي عمل فيه كده، ويبدأ وقتها يحس بالمتعة»، مؤكدة أنه على ولي الأمر مسؤولية كبيرة تجاه أطفالهم، فيجب التركيز معهم ومع تصرفاتهم، لحمايتهم.
تعليقات الفيسبوك