تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا منشور مضمونه "هروب الدمية الشهيرة أنابيل من المتحف"، وتسبب الأمر في انتشار حالة واسعة من الجدل.

و"أنابيل" هي دمية عرفها الجمهور لأول مرة واشتهرت من خلال فيلم الرعب "The Conjuring" الذي جرى إصداره عام 2013، وتعرف أيضا باسم الدمية الملعونة ومتواجدة في متحف "وارن" بمدينة كوانيكيت الأمريكية منذ عام 1975، ولكن ترددت أنباء عن هروبها مؤخرا الأمر الذي سبب حالة من الذعر بين رواد السوشيال ميديا.
حقيقة هروب أنابيل
وأوضح موقع "سنوب" المختص بتقصي الحقائق، أن شائعة هروب الدمية "أنابيل" من متحف "وارين" بكوانيكيت ليست حقيقية، ولم تهرب من المتحف فهي في النهاية جماد.
ويعود أصل تلك الشائعة إلى خطأ حدث في ترجمة تقرير لموقع "هوليوود ريبورتر" من قبل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية الصينية، إثر إجرائهم مقابلة مع الممثلة أنابيل واليس والتي لعبت دور "ميل" في فيلم "أنابيل"، حيث روت موقف جريها أثناء عملها مع النجم توم كروز في فيلم "المومياء"، وأساءت المواقع فهم حديث "أليس" فظنوا أنها تحكي هروبها من الدمية أنابيل في عام 2018.
وفي الواقع لم يعد متحف "وارن" يعمل منذ عام 2018 وجرى إغلاقه تماما، بعد فترة من وفاة إد ولورين وارين صائدا الخوارق وأصحاب المتحف.
من هي أنابيل؟
في عام 1970، أشترت أم دمية من أحد متاجر الأغراض المستعملة بغرض إهدائها لابنتها الممرضة "دونا" بمناسبة عيد ميلادها الـ 28، وأحست بالسعادة بالغة لتلقيها تلك الهدية وكانت تعيش معها ممرضة أخرى تدعى "أنجي" ، وبعد ذلك بدأت تحدث سلسلة من الأحداث المخيفة في الشقة، على سبيل المثال، كانت الممرضة تترك الدمية على الأريكة فقط لتعود وتجدها جالسة في غرفة نومها، في أيام أخرى، كانت تخرج وهي تعلم أنها تركت ساقي الدمية غير متقاطعتين، وتعود إلى المنزل لترى ساقي أنابيل متشابكتان، وفقا لـ"All that's interesting" و"holly wood reporter".

أصبحت الممرضتان مهتمتان بالحركات الدقيقة للجماد، خاصة عندما اكتشفوا ورقًا مكتوبًا عليه عبارة "ساعدني" بقلم تلوين منتشر في جميع أنحاء الشقة، ولم يكن لديهن أي فكرة عن مصدر ورق البرشمان، حيث لم يخزن أي شيء في مجمعهن.

لم تكن أوراق البرشمان شيئًا مقارنة بما حدث بعد ذلك، ففي صباح أحد الأيام بينما كانت الممرضات يأكلن في ركن الإفطار، رفعت ذراعي أنابيل الصغيرتين الضعيفتين من القماش على الطاولة"، وكانت الممرضات مفتونتان بشكل غريب بالدمية.

واستنتجت إحداهما أن تصرفات الدمية تعني أنها كانت تحاول التواصل مع زملائها في الغرفة، لذلك اتصلت بالطبيب النفسي للحصول على المشورة، لم يستغرق الطبيب وقتًا في المجيء لمساعدة الممرضات، وسرعان ما عقد جلسة تحضيرية، وأثناء استضافة الطقوس قالت "أنجي"، "شعرت بروح فتاة صغيرة تبلغ من العمر 6 أو 7 سنوات، ومضى الطبيب النفسي ليقول إن طفلة قُتلت خارج هذا المجمع السكني في حادث سير، اسمها أنابيل، وهي في تلك الدمية"، ومن هنا جاء اسم أنابيل.

بعد معالجة ما سمعوه، اعتقدت الممرضات أن الروح البشرية كانت تحتل الدمية ، وبدأت في معاملة "أنابيل" كإنسان أكثر من كونها دمية، ولفترة وجيزة كان كل شيء على ما يرام، حتى ذات ليلة، كان لو، خطيب إحدى الممرضات، نائما على الأريكة مع أنابيل على ما يبدو جالسة على الطرف المقابل، عندما استيقظ مندهشًا ومتعرقًا سألته إحدى الممرضات عما حدث، فأجاب: "كان لدي للتو أكثر الكوابيس جنونًا، كان لدي حلم أن تلك الدمية كانت تزحف على ساقي، ونزلت إلى رقبتي، وكانت تحاول خنقني".

في رد فعل غاضب على الكابوس، التقط لو الدمية، وألقى جسدها الخشن عبر أرضية الشقة، قائلًا إنها ليست أكثر من مجرد دمية ولا يمكنها إيذاء أي شخص.

أعمال شيطانية
وبمجرد أن أطلق "لو" الدمية، ظهرت عليه آثار الوجود الشيطاني المرتبط بها مما تسبب في "ظهور سبع جروح على جسده، وهم أربع علامات مائلة على صدره وثلاث على بطنه"، وظهرت جروحه مثل علامات المخالب أو شقوق مشرط على جسده، كان الهجوم على "لو" مؤشراً على أن الروح المرتبطة بالدمية كانت أكثر شراً من أي فتاة تبلغ من العمر 6 سنوات.
بعد الاعتداء، لجأت الممرضات إلى كاهن أسقفي في ولاية كونيتيكت طلبا للمساعدة، إلا أنه نتيجة لخطورة محنتهن، وجههن الكاهن إلى "وارين".

وبمجرد أن كان إد ولورين وارين في قضية أنابيل، عملا على طرد الأرواح الشريرة بالمنزل كونهما صائدا خوارق، وكان لديهم كاهن يقوم بطرد الأرواح الشريرة في الشقة لإخراج أي أرواح، وبعد ذلك أخذا الدمية معهما ووضعاها في صندوق زجاجي بمنزلهم بحث لا تستطيع التحرك على الإطلاق ولا إيذاء أحد في عام 1975.
وضع أنابيل في صندوق زجاجي
وفي طريقهم إلى المنزل، قالت "لورين" إن الفرامل إما توقفت أو تعطلت عدة مرات، ما أدى إلى حوادث شبه كارثية، وبمجرد أن سحب إد الماء المقدس من حقيبته وصبه على الدمية، اختفت مشكلة الفرامل، وفور وصولهم، وضع إد ولورين الدمية، ولاحظا أنها تحركت حول المنزل، وعندما وضعاها في مكتب مغلق في مبنى خارجي، وجداها مرة أخرى داخل المنزل.
ولذلك، قرر الزوجان وارين حبس أنابيل للأبد، وكان لديهما صندوق مصنوع من الزجاج والخشب، حيث وضعا صورا من الصلاوات، لضمان أن الروح الشريرة - والدمية - ستظل محاصرة.
وبالرغم من وفاة كل من إد ولورين وارين، إلا أن إرثهما استمر وخرجت هذه القصة وغيرها للنور بواسطة ابنتهما جودي وزوجها توني سبيرا، الذي عهد إليه حماه إد، قبل وفاته في عام 2006، بمواصلة عمله الذي يتضمن رعاية التحف الغامضة في متحفه.
تعليقات الفيسبوك