من عامل فى مصنع ألومنيوم إلى متسول يمد يده للآخرين للحصول على قوت يومه، هكذا انتهى الحال بـ«عربى الدسوقى»، 41 عاماً، والذى يقف فى أحد شوارع منطقة البراجيل بمحافظة الجيزة، كاشفاً عن ذراعه وقدمه المبتورتين أمام المارة ليستعطفهم ويحصل منهم على نقودهم.
يحكى «عربى» معاناة عمرها 7 سنوات منذ بُترت قدمه، وتلاها ذراعه فى حادثين متفرقين: «وأنا راجع من شغلى، ميكروباص خبطنى وجرى، الناس طلبوا لى الإسعاف ورُحت المستشفى، الدكاترة قالوا إن رجلى فيها غرغرينا ولازم تتقطع، وبعدها بكام شهر وأنا فى المستشفى حصل خراج فى دراعى واتقطعت برضه».
قضى «عربى» 7 أشهر فى المستشفى، خرج منه بقدم وذراع فقط، وحتى لا تضطر زوجته إلى العمل فى البيوت، قرر أن يتسول فى الشوارع ليتمكن من الإنفاق على بناته الأربع: «مش بإيدى، كنت شغال فى مصنع ألومنيوم بقالى 25 سنة، واستغنوا عنى بعد الحادث، حاولت كتير أشوف شغل فى محل لكن محدش وافق، ماكانش قدامى غير إنى أشحت وأمد إيدى للناس فى الشارع، وأنا مش راضى عن اللى باعمله».
فى السادسة صباح كل يوم، يخرج من مسكنه فى حدائق القبة بالقاهرة متّجهاً إلى الجيزة، حيث منطقة البراجيل، التى يقف فيها مستعطفاً المارة: «بقالى خمس سنين باتسول، باعمل فى حدود 100 جنيه فى اليوم».
يتمنى «عربى» أن يجد من يساعده على فتح مشروع وينتشله من الطريق الذى يسير فيه: «نفسى يبقى عندى كشك أبيع فيه شيبسى وبسكويت أحسن ما أمد إيدى للناس، وأقدر منه أجوز بناتى الأربعة، أنا باقف فى الشمس كتير وده بيتعبنى»، واصفاً حياته بأنها موت بالبطىء، وتتلخص رسالته فى الحياة بأن ينفق على بناته بالحلال ويزوجهن.
تعليقات الفيسبوك