التوتر الجسدي في العمل يسبب فقدان الذاكرة والشيخوخة
كشف باحثون أن التوتر وضغوطات العمل تجعل الموظفين أكثر عرضة للإصابة بالشيخوخة وفقدان الذاكرة.
وقالت "آغا بورزينسكا"، الباحثة بجامعة كولورادو الأمريكية، إن الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر الجسدي بسبب وظائفهم أكثر عرضة لخطر فقدان الذاكرة حتى ولو يكن عملهم كثيفا.
ومن خلال استطلاعات الرأي حول أحدث وظائف الأشخاص، واختبارات الذاكرة ومسح أدمغتهم، وجد الباحثون تغيرات في الدماغ لدى الأشخاص الذين وجدوا وظائفهم مرهقة جسديًا، كما أن الأشخاص الذين أبلغوا عن تعرضهم لضغط جسدي في العمل لم يكن لديهم بالضرورة وظائف تتطلب عمالة كثيفة ومع ذلك، لم يكن الضغط النفسي في العمل مرتبطًا بفقدان الحجم في الحُصين - وهو جزء من الدماغ مهم للذاكرة - أو صعوبة في إكمال المهام القائمة على الذاكرة، بل السبب هو الإجهاد الجسدي، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقارن العلماء حجم "الحُصين " لدى كبار السن الذين يمارسون وظائف مختلفة، وأظهرت فحوصات الدماغ التي أجروها أن أولئك الذين كانت وظائفهم الأخيرة مرهقة جسديًا كانت لديهم حصين أصغر من أولئك الذين أبلغوا عن إجهاد عقلي في العمل، كما أن نفس هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد البدني كافحوا أكثر في المهام التي تتطلب منهم تذكر المعلومات.
وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين خضعوا للدراسة كانوا يتمتعون بصحة معرفية في وقت البحث، فإن التغييرات التي طرأت على الدماغ وقدرات الاسترجاع قد تكون علامات مقلقة على أنهم سيواجهون انخفاضات أسرع في وقت مبكر مقارنة بالآخرين.
وتم استجواب المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 60 لـ79 عاما، حول مهنتهم، وألقابهم في تلك المهن، وعدد سنوات التعليم التي حصلوا عليها، ودخل أسرهم، وأنواع المهام التي يتعين عليهم القيام بها، وأنواع الإجهاد التي مروا بها في الوظيفة.
وتمت مقارنة هذه البيانات بمسح التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين وأدائهم في مهام الذاكرة، أثناء عملية الفحص للدراسة، لم يظهر أي من المشاركين علامات واضحة على مشاكل معرفية، ولم يكن أيا منهم يعاني من أي أمراض عقلية أو عصبية ولم يصب أبدًا بالسكتات الدماغية، لذلك من حيث بنية الدماغ، من المتوقع أن تكون أدمغتهم متشابهة إلى حد ما، ولكن عمليات المسح والذاكرة أظهرت اختلافًا ملحوظًا في أذهان أولئك الذين شعروا أن وظائفهم كانت مرهقة جسديًا.
وأكدت " بورزينسكا"، أنه إذا رأى الناس أن عملهم يتطلب مجهودًا أو جهدًا مفرطًا، حتى لو لم يكن لديهم عمل بدني أسوأ، فقد يدفعهم ذلك إلى وصف عملهم بأنه مرهق بدنيًا.
تعليقات الفيسبوك