حطام وركام ودماء متناثرة حولت عاصمة الجمال العربي إلى رماد.. يبدو المشهد مرعبًا، انفجار ضخم يهز أرجاء العاصمة بيروت، لم تقتصر آثاره المدمرة على مرفأ بيروت حيث وقع الانفجار، بل امتدت إلى نحو 23 كيلو مترًا من موقع الحادث.
حالات بكاء وخوف وفزع كان هذا حال كثير من اللبنانيين، فقد دُمرت الكثير من المبانى المجاورة للمرفأ ودور العبادة وحتى السيارات والبواخر التى كانت بالقرب من المرفأ، أما الأصعب فكان الإعلان عن مقتل 147 مواطنًا، وإصابة ما لا يقل عن 5000 آخرين.
فى مصر لم يكتف المصريون بإظهار التعاطف أو كلمات المواساة لأشقائهم اللبنانيين، بل كانت هناك مساعي لترجمة تلك المشاعر إلى فعل على أرض الواقع، حيث انطلقت حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعى بهدف مد يد العون للبنانيين، ومنها حملة أطلقتها مبادرة "سوريا الأهل" بهدف التبرع بالدم للمصابين، والمواد الغذائية وتوصيلها لهم عبر قنوات الدولة الرسمية.
وقال باسم الجنوبي، مسئول مبادرة "سوريا الأهل" في مصر: "نحن ننشط فى تقديم المساعدات الإنسانية للعرب، سواء المغتربين الموجودين داخل مصر، أو حتى خارجها إن كان فى مقدورنا ذلك بالطبع، ومساعداتنا منذ تأسيس المبادرة ليست مادية فقط، بل عينية ونفسية، ونحن نعتقد أن لبنان وشعبها بحاجة ماسة إلى مساعدة حتى لو كانت بسيطة فى ذلك الظرف القاسى".
وبحسب "باسم"، فإن كان أول خطوات المبادرة بدأت بمجرد وقوع الانفجار، وتمثلت في إطلاق مناشدات لوزارة الصحة ومختلف الجمعيات الإنسانية والخيرية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال هاشتاج" STANDUP4 BEIRUT"، من أجل عمل خط إغاثى لمد لبنان بما تحتاجه من مواد غذائية وطبية.
وأوضح مسئول مبادرة "سوريا الأهل" فى مصر، أن "مساعدة اللبنانين فرض وليست مجرد استعراض، فالانفجار الذى وقع لم تقتصر آثاره على تدمير المباني فقط، بل هو تفجير تام ومدمر للاقتصاد اللبناني والسوري أيضًا، لأن الكثير من اللاجئين السوريين يقيمون فى لبنان، كما أن الميناء الذى وقع فيه الانفجار يساهم إلى حد فى الاقتصاد السوري، وهو ما يعنى خنق لبنان ودمارها".
وأكد "باسم" أنه بمجرد الإعلان عن المبادرة أعلن كثير من الأشخاص عن رغبتهم فى المشاركة، وهناك آخرون وفروا بالفعل غرف فى منازلهم بمصر لاستقبال اللبنانيين للإقامة فيها مجانًا لحين تجاوز تلك الأزمة.
ومبادرة "سوريا الأهل" هي إحدى فعاليات "حملة ثقافة للحياة" التي تعمل في مصر في مجال الإدارة الثقافية والتشجيع على التطوع الثقافي والإغاثي، وكانت صاحبة تدشين أول معرض كتاب مجاني في مصر.
تعليقات الفيسبوك