يأتى عيد الأضحى المبارك على أُناس يعيشون ظروفاً استثنائية، منهم البعيد عن دفء الأسرة، الذي يقضيه على فراش المرض، ومجموعة أخرى داخل دار أيتام تتشارك مع أقرانها في مراسم الاحتفال، وغيرهم يقضون العيد في دار إيواء يتفنون في خلق أجواء سعيدة تتناسب مع تلك المناسبة، حتى سكان عمارة «الشربتلي» بالزمالك اختاروا أماكن بديلة لقضاء إجازة العيد بعيدًا عن منازلهم بعد حدوث شرخ في العقار، نتيجة أعمال إنشاء مترو الأنفاق الجديد.
ورغم اختلاف الظروف والأماكن، فإن الجميع اتفق على أن يحتفل بالعيد دون التفريط في الاستمتاع بطقوسه ونفحاته الروحانية وأكل الفتة واللحمة ومعايدة الأصدقاء والأحباب، ومنهم طه الدمرداش، أحد سكان عمارة الزمالك، الذي يقضي العيد لأول مرة بعيداً عن شقته، حيث سافر إلى أسوان لقضاء العيد مع أهله في النوبة بعد المشكلة التي حلّت بالعمارة وجرى إخلائها من جميع سكانها، ليجد بديلاً آمناً وسط أحبائه كي يتناسى ما حدث للعمارة التي قضى فيها أكثر من 50 سنة من عمره، شهدت على طفولته وشبابه وكهولته، عاد لموطنه الأول لاسترجاع ذكرياته والاستجمام قبل عودته.
«سافرت بعد الحادثة بيومين، أخدت حاجتي الضرورية وقررت أقضي العيد هناك مع أهلي النوبيين لمشاركتهم عاداتنا وتقاليدنا الاستثنائية جدًا في الدبح والاحتفال، وده بيكون أسعد أوقات حياتي»، كلمات «طه»، الذي كان يفتقد لمة العائلة والأحفاد، مؤمناً بمقولة «رب ضارة نافعة»، ففي الوقت الذي كان حزيناً فيه على تصدع العقار الذي يسكنه، يشعر الآن بسعادة لأنه يقضي العيد وسط عائلته.
داخل دار أيتام تضم 31 طفلاً، من عمر 3 سنوات وحتى 15 سنة، يسعد الصغار بقضاء عيد الأضحى بشكل مختلف، من خلال برنامج ترفيهي وضعه المشرفون لإسعاد قلوب الأطفال وتعويضهم عن قلة الخروج بسبب جائحة كوفيد 19، حيث هيأ لهم المكان بأكمله محمد مطاوع، مدير الدار، لأداء صلاة العيد، ثم تنظيم حفلة شوي، وبعدها حفلة ألوان: «عاملين برنامج فيه فقرات للأربعة أيام بتوع العيد عشان الولاد يتبسطوا فيها لعب واحتفالات حسب رغبتهم».
خصص غرفة مكونة من 20 جهاز حاسب آلي، واستعان بمدرس لتعليم الأطفال كي يستطيعوا تشغيله واللعب عليه خلال فترة كورونا: «نزلنا لهم ألعاب جديدة عشان العيد، وعملنا لهم ملعب وصالة بينج بونج وسينما كأنهم بره الدار بالظبط».
تعليقات الفيسبوك