سوق إلكتروني لبيع المواشي، بديل لجأ إليه التجار بعد غلق الأسواق، فاختاروا منصات التواصل الاجتماعي لعرض بضاعتهم، التي كانت تلقى رواجا مع اقترب موسم عيد الأضحى في الأسواق، لولا انتشار فيروس "كورونا"، ودشنوا صفحات لتسويقها، حتى لا تضيع مكاسب موسمهم السنوي.
عبد الرحمن شحاته من أهالي مدينة بنها، عرض صور الأضاحي، ملحقة بأسعارها وأوزانها وكافة تفاصيلها، ومصحوبة برقم هاتفه، مؤكدًا أنه بعد غلق الأسواق، اضطر إلى زيارة القرى والمدن المجاورة له، لشراء العجول من الفلاحين ثم عرضها للبيع عبر صفحته الرسمية، وداخل مجموعات متخصصة تم تدشينها مع جائحة "كورونا": "اللي عنده عجل بشتريه وأجيبه المرزعة عندي، وأعرضه للبيع على الإنترنت".
آلاف تابعوا "عبد الرحمن" عبر الصفحات، ما شجعه على البيع إلكترونيا، باعتباره وسيلة جيدة للتواصل مع الناس فى ظل الظروف القائمة: "قدرنا نلاقي طريقة نتواصل فيها مع بعض، والجروبات دلوقتي كأنها سوق، ومع الوقت ومرور الزمن هتكون هي السوق الفعلي"، لافتًا إلى أنه أصبح يعتمد عليها بشكل كبير، فضلًا عن قنوات "يوتيوب" التي وصل عدد متابعيه عبرها إلى 150 ألف مشترك، ينتظرون لمشاهدة ما يعرضه، واختيار المناسب لهم.
رغم ظهور وسيلة متطورة للتسويق، يرى "عبدالرحمن" أن الموسم العيد هذا العام سيتأثر بسبب ظروف الجائحة: "الناس تعبوا، اللي كان بيشتري أضحية بـ30 ألف، هيشتري بـ15 بس"، ويحاول جذب الزبائن بعرض كافة تفاصيل الأضاحي على الجروب الخاص به، والذي وصل عدد متابعيه عبره إلى 380 ألف شخص: "بكتب مواصفات الماشية ميزانها والسعر والعنوان والسن ونوعها وعمرها، عشان الزبون يتفرج عليها في الجروب، وكمان بوصف له المكان وبريحه في السعر".
السوق الإلكتروني كان المنفذ الوحيد لـ علي الدسوقي، لترويج بضائعه من الماشية، حيث يعيش في قرية "العتوة" بمركز "قطور"، التابع لمحافظة الغربية، وأنقذته تلك الوسيلة الحديثة من الخسارة بعد إغلاق الأسواق، مؤكدًا أنه لم يكن يلجأ لها قبل الجائحة، وبدأ يتعلم التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمنافسة التجار، وجذب زبائن الماشية.
أما العيب الوحيد الذي يواجهه "الدسوقي" فى تسويق الأضاحي إلكترونيا، أن يتصل به شخص للاتفاق على أضحية، ثم يتأخر في الرد، ما يعطل عملية البيع: "بكون أعلنت خلاص إن فيه زبون، وكل ما حد يتصل أقوله محجوز، وفجأة ألاقي اللي اتصل في الأول مجاش".
تعليقات الفيسبوك