الراحلتين كاريوكا ورجاء الجداوي
جمعهما النسب وصلة القرابة والعمل في نفس المجال، طوال سنوات حياتهما، وأبت الأرواح أن تنفصل بعد موتهما، جمعتهما نفس الأرض ووارى جسدهما التراب مكان واحد لتخلد الخالة وابنة أختها في مثواهما الأخير بجانب بعضهما بعد مسيرة فنية دامت سنوات طوال تركا بعدهما إرثًا فنيا لا يزال باقيًا في ذاكرة الجمهور وذاكرة السينما المصرية.
استقر جثمان الفنانة الراحلة رجاء الجداوي عن عالمنا صباح أمس الأحد، بعد صراع أكثر من شهر مع فيروس كورونا، بمقابر العائلة في البساتين، بجوار خالتها الفنانة تحية كاريوكا ووالدتها فاطمة الزيني، على عكس ما جرى تداوله بأنّ الفنانة رجاء الجداوي ستدفن بجوار زوجها حسن مختار.
كان للفنانة تحية كاريوكا دورا كبيرا في حياة ابنة شقيقتها الفنانة رجاء الجداوي، حيث أخذت رجاء وشقيقها "فاروق" للعيش معها في القاهرة، ورعايتهما بعد انفصال والديهما وأصبحت لهما أمًا ثانية، وعلى الرغم من ذلك لم تحاول كاريوكا إطلاع ابنة أختها على عالم الفن خوفًا عليها، بحسب حديث سابق للفنانة الراحلة.
قبل وفاة كاريوكا بعامين بدأت تفصح لابنة أختها عن إعجابها بأدائها الفني وتقدم مستواها، "كانت في المستشفى عاملة عملية وروحت أزورها قالتلي على فكرة انتي بقيتي ممثلة مش بطالة ولكن اتعلمي أكتر وحسي بالجملة قبل ما تقوليها"، بحسب قول الراحلة رجاء الجداوي في لقاء لها مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج هنا العاصمة.
الحياة التي عاشتها رجاء والتي وصفتها في أحاديث إعلامية سابقة بأنها "على أعلى مستوى" جعلها تفخر دائما في كل المناسبات بكونها تربت في منزل الراقصة تحية كاريوكا، وكل صفة جيدة فيها بسبب ما غرسته تحية كاريوكا بداخلها.
وبعد 21 عاما من رحيل كاريوكا لحقت بها ابنة أختها التي كانت بمثابة ابنتها، واجتمعا في نفس الأرض من جديد في مدافن الأسرة بمنطقة السيدة عائشة.
تعليقات الفيسبوك