فيروسات وأمراض عديدة ظهرت منذ بداية عام 2020، ويعد أكثرهم تاثيرًا وكارثية فيروس كورونا المستجد الذي تحول بشكل سريع من فيروس إلى وباء ثم إلى جائحة متسببا في إصابة أكثر من 10 ملايين شخص ووفاة ما يقرب من نصف مليون أخرون بجميع أنحاء العالم.
وتستعرض " الوطن" فيما يلي، أبرز الفيروسات التي ظهرت الفترة الأخيرة وخطورتها ومدى تأثيرها على المصريين، والتي كان أخرها ظهور سلالة جديدة من فيروس أنفلونزا الخنازير.
- إنفلونزا الخنازير
قال علماء في الصين إنّهم حددوا سلالة جديدة من فيروس إنفلونزا الخنازير، محذرين من إمكانية تحوله إلى جائحة عالمية، حيث إنه مزيج من 3 فيروسات.
وأوضح العلماء في دراسة أنّ الفيروس المسمى "G4 EA H1N1" ينتقل من الخنازير إلى الإنسان، وبما أن للفيروس سلالة جديدة، فالبشر لا يملكون المناعة ضده ما يستوجب مراقبته بعناية، وفقا لما نشره موقع "سكاي نيوز عربية".
ووجد العلماء أن الفيروس هو مزيج من 3 سلالات من الإنفلونزا واحدة من الطيور الأوروبية والآسيوية، وسلالة الإنفلونزا التي تسببت في تفشي إنفلونزا الخنازير عام 2009، وإنفلونزا أمريكا الشمالية التي تحتوي على جينات من فيروسات الطيور والبشر وإنفلونزا الخنازير.
وكتب الباحثون أن الفيروس الجديد يحتوي على أجزاء من إنفلونزا الخنازير لعام 2009، وأنه قد يعزز التكيف مع الفيروس الذي يؤدي إلى انتقال العدوى من شخص لآخر.
خطورة الفيروس وتأثيره
أوضح الدكتور شريف حتة، أستاذ الفيروسات والطب الوقائي في حديثه لـ"الوطن"، أن الفيروس الجديد هو عبارة عن سلالة من الأنفلونزا حدث بها تطور مع أنفلونزا موسمية بالإضافة إلى أنفلونزا الخنازير تجمعا معا عن طريق العائل الخاص أو الناقل الوسيط وهو "الخنزير"، حيث يصاب الخنزير في بعض الأحيان، بأكثر من فيروس في آن واحد، ممّا يمكّن جينات تلك الفيروسات من الاختلاط ببعضها البعض، وبالتالي الأكثر عرضة بالإصابة بالسلالة الجديدة هم من يتداولون الخنازير.
والأكثر عرضة للإصابة بالسلالة الجديدة هم الدول الأوروبيية، أما في مصر فلا يوجد خطورة حتى الآن والأشخاص الذين يمتلكون مزارع خنازير عليهم أن يتخذوا إجراءاتهم الوقائية والاحتياطية وإذا ظهرت إصابات عديدة فسيتم التخلص منها مثلما حدث من قبل.
وأن يغسلوا أيديهم باستمرار وتعقيمها بشكل دوري وعدم لمس الاسطح بعد التعامل مع الخنازير.
أما الأشخاص العاديون فلا يوجد أدنى خطورة عليهم لأن المرض ينتقل من خلال الخنازير "الناقل الوسيط" أو من خلال التعامل عن قرب وبشكل محدود مع أشخاص مخالطون للخنازير.
وأشار أستاذ الفيروسات إلى أنه أمر جيد ظهور أنفلونزا الخنازير في وسط جائحة كورونا، إذ أن الإجراءات الوقائية والاحترازية المطبقة ستمنع الإصابة بوباء أخر أو أمراض أخرى، وأصحاب المزارع إذا ظهر لديهم حالات فعليهم أن يعزلوها عن الأخرين وياخذوا عينات دم باستمرار.
- فيروس زيكا
أعلنت مؤسسة أوزوالدو كروز FIOCRUZ، أكبر مركز للأبحاث الطبية في أمريكا اللاتينية، انتشار سلالة جديدة من فيروس "زيكا" في البرازيل من جديد خلال هذه الآونة، وفقًا لموقع treehugger البريطاني في 27 يونيو الماضي.
ما هو فيروس زيكا؟
كان فيروس زيكا مرضًا غامضًا حتى وقت قريب، ظهر بشكل مفاجئ في عدد كبير من دول أمريكا الجنوبية، لكن تغير ذلك في عام 2016، عندما بدأ الفيروس في الانتشار بشكل متفجر على حد تعبير منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت عدم اختفاء الفيروس في أي وقت قريب.
"زيكا" هو واحدًا من سلالة الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى الصفراء والضنك والتهاب الدماغ الياباني، تمت تسميته نسبة لغابة "زيكا" في أوغندا، وذلك بسبب اكتشافه للمرة الأولى داخل أحد قردة الغابة في عام 1947، حيث أن موطنه الأصلي قارة أفريقيا.
انتقل فيروس زيكا بشكل رئيسي عن طريق البعوض المصاب بالديدان البيضاء، فهو شائع الانتشار بالمناطق ذات المناخ الدافئ والرطبة أيضًا، وينشط تواجد هذا البعوض في ذروة النهار، حيث يتغذى على لذع مجموعات متنوعة من الثدييات والطيور علاوة على البشر أيضًا.
وللفيروس قدرة كبيرة على الانتقال بعدة طرق، منها نقل الدم، وممارسة العلاقة الحميمية، ومن الأم المصابة إلى جنينها أثناء فترة الحمل، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للبشر.
خطورة الفيروس
وأوضح "حتة" أن الفيروس خطورته كبيرة على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، ومن أعراضه الحمى وآلام المفاصل ، الحكة الجلدية ، احمرار بالعين،وهو ينتقل بشكل أساسي عن طريق البعوض، ويتواجد في المناطق الدافئة والحارة.
ونصح أستاذ الفيروسات بارتداء ملابس ذات أكمام طويلة ووضع الناموسية، ولكن بسكل عام فإن الفيروس ينتقل عبر البعضو في المناطق الاستوئاية وشبه الاستوائية ولذلك لا ينبغي القلق بشأنه.
الدول التي ينتشر الفيروس بها
وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، هذه هي الدول التي تشهد انتشار نشط للفيروس بها حتى الوقت الحالي، وهي، ساموا الأمريكية، والأرجنتين، وجزر البهاما، وبوليفيا، والبرازيل، وجزر كايمانكو، والولايات المتحدة الأمريكية، وجزر فيرجن الأمريكية، وفنزويلا.
فيروس ليزا
أثار نفوق قطة، الخوف لدى الإيطاليين، حيث توقعوا ظهور فيروس نادر جديد في العالم، وهو ما دفع وزارة الصحة الإيطالية لتشكيل مجموعة علمية فنية للتحقيق في نفوق قطة بعد إصابتها بفيروس ليزا (Lyssa) النادر الذي لم يعثر عليه إلا مرة واحدة بالعالم في الخفافيش.
ونفقت القطة بعد وقت قصير من عضها لصاحبتها التي تعيش معها في مدينة أريتسو بشمالي البلاد. وثبتت الاختبارات التي أجريت على القطة بعد نفوقها أنها كانت مصابة بالفيروس النادر، وفقا لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".
وقال الدكتور أحمد شاهين، أستاذ الفيروسات بكلية الطب بجامعة الزقازيق، إن الفيروس ينتقل من الخفافيش إلى بعض الحيوانات الأخرى الأليفة، وبدورها تقوم الأخيرة بنقلها إلى الإنسان.
وأضاف: "آخر ظهور للفيروس كان في عام 2002 على بعض الكلاب في بلاد القوقاز، حيث انتقل إليها الفيروس حينها من خلال بعض الخفافيش"، موضحا أن الدراسات التي تم إجرائها خلال الأعوام الماضية، أكدت توصلهم إلى مصل يقضي على الفيروس.
واستطرد "شاهين" حديثه": "أعراض ليزا تتمثل في ظهور اضطراب وظواهر عداونية بالنسبة للحيوانات، أما الإنسان ارتفاع درجة الحرارة ورعشة وإضطراب في الإعصاب".
كما نصح "شاهين" أصحاب الحيوانات الأليفة بضرورة إصطحابهم إلى الطبيب البيطري، في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعة عليه، إلى جانب الكشف عليهم بصفة دورية".
- إيبولا
ما هو فيروس إيبولا؟
جرى التعرف على فيروس الإيبولا (الحمى النزفية)، لأول مرة في عام 1976 عندما ظهر في دولتين في آن واحد، إحداهما في يامبوكو، وهي قرية لا تبعد كثيرا عن نهر إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والأخرى في منطقة نائية في السودان.
ويعتبر أصل الفيروس غير معروف، وإن كان هناك بينات الآن تشير إلى أن خفافيش الفاكهة قد تكون من الكائنات المضيفة له او البعوض.
تأثير فيروس إيبولا
وأوضح حتة" أن الإيبولا لا ينتقل من شخص لآخر (العطس- السعال)، وبالتالي فإن خطورته محدودة ولذلك فإن انتشاره ليس واسع وإلا كانت نسبة انتشاره أعلى، وهناك بعض الدراسات التي أشارت إلى أنه ينتقل عبر الدم والتلامس إلا أنها لازالت قيد البحث حتى آلان وليست مستندة على أدلة قوية.
وأشار أخصائي الفيروسات والطب الوقائي، إلى أن الإصابة بفيروس إيبولا في مصر أمر مستبعد تماما في تلك الفترة، ولا توجد حالات حالية أشارت إلى ظهور ذلك المرض ، ولكن لابد من اللاتزام بالإجراءات الإجرائية والاحترازية لأن العالم حاليا في وضع صعب نتيجة لفيروس كورونا ولا ينبغي الاستهانة بالأمراض الأخرى
أعراض الإصابة بالمرض
عادة ما يعاني المريض في بداية المرض من ظهور مفاجئ للحمى والوهن الشديد وآلام العضلات، والصداع والتهاب الحلق، ولكن مع تطور المرض عادة ما يظهر على المصابين القيء والإسهال، والطفح الجلدي، وضعف وظائف الكلى والكبد، وفي بعض الحالات يحدث نزف داخلي وخارجي، ثم الوفاة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
العلاج
لا يوجد حتى الآن علاج مرخّص ومجرّب ضد مرض فيروس الإيبولا، ولكن يُعكف حالياً على تقييم طائفة واسعة من العلاجات التي يُحتمل أن تكافحه، ومنها منتجات الدم وعلاجات جهاز المناعة والأدوية. ولا يوجد حالياً لقاحات مرخصة ضد المرض، بيد أن هناك لقاحين اثنين يُحتمل أن يكافحاه يخضعان لاختبار مدى مأمونية إعطائهما للإنسان، وفقا للموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.
تعليقات الفيسبوك