عندما يصيب الفيروس خليه يبدأ في التكاثر وإنشاء خلايا فيروسية أخرى
منذ ظهور جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19)، حصد الفيروس التاجي أكثر من 400 ألف شخص بينما تسبب في إصابة 10 ملايين شخص بجميع أنحاء العالم، الأمر الذي جعل الأطباء والعلماء عاجزين عن كشف أسرار المرض القاتل بسبب ظهور أعراض متغيره له وانتشاره في أعضاء الجسم وليس الرئة فقط وهو مكما كشفته أحدث تقارير تشريح جثث الضحايا.
وكشف باحثون أمريكيون أن الفيروس عندما يصيب الخلية البشرية فإنه يبدأ في الانتشار إلى باقي خلايا أعضاء الجسم ويتحول إلى غول يقضي يدمر الجسم.
وعندما يصيب الفيروس خلية يبدأ في التكاثر وإنشاء خلايا فيروسية أخرى وتعرف باسم "خلايا الزومبي المشوهة"، وهذه الخلايا تستخدم الخيوط المتدفقة للوصول إلى الخلايا المجاورة التي لا تزال تتمتع بصحة جيدة، وفقا لصحيقة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية
وعندما يصل الفيروس إلى الخلية يبدأ في حقنها بسمه مباشرو في مراكز القيادة الوراثية وبالتالي يخلق خلية مشوهة أخرى أو "زومبي".
وأوضح فريق الباحثين الدولي بقيادة باحثين بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن كوفيد 19 يبدو أنه يستخدم هذه التشعبات المنتشرة حديثًا لتعزيز كفاءته في التقاط الخلايا الجديدة وتحديد العدوى في ضحاياه من البشر.

يعتقد العلماء أيضًا أنهم حددوا العديد من الأدوية التي يمكن أن تعطل الاستحواذ الفيروسي للخلايا وتبطئ العملية التي يسيطر عليها COVID-19، ومن بينها عقارات تعمل كعلاجات للسرطان.
من بين الأدوية السبعة التي تم تحديدها على أنها يمكن أن تكون مفيدة ضد COVID-19 هي "Silmitasertib "، وهو دواء لا يزال قيد التجربة في التجارب السريرية المبكرة كعلاج لسرطان القناة الصفراوية وشكل من أشكال سرطان دماغ الأطفال.
وبدأ العلماء في تحديد الإشارات الكيميائية وسلسلة الأحداث المتتالية التي تحدث عندما يلتقي الفيروس بخلية مضيفة ويتفوق عليها، ثم البحث عن مركبات دوائية يمكنها تشويش تلك الإشارات الكيميائية وتعطيل عملية العدوى.

ويشير ذلك الاكتشاف إلى أن الفيروس طور طريقة اكثر أمانا لضمان انتقاله بسرعة من خلية إلى خلية أخرى، وعادةً ، يؤدي الارتفاع السريع في الخلايا المصابة إلى زيادة الحمل الفيروسي للضحية ، ويجعلها تشعر بالمرض وتعزز انتقال الفيروس إلى أشخاص آخرين.
وقالت نيفان كروجان ، من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ، وهي أحد المشاركين في فريق الباحثين، إن هناك الكثير حول الفيروس التاجي الذي لا يتناسب مع توقعات العلماء.

لكن اكتشاف الحافظة في الخلايا المصابة بالفيروس التاجي يشير إلى أن هذا الفيروس طور أكثر من طريقة للدخول في الخلايا وإثبات نفسه كقوة لا يستهان بها.
وأشارت "كروجان" إلى أن الفيروس يستخدم آليات أخرى لإصابة خلايا الأعضاء الأخرى قبل أن يقضى على الخلية التي تكاثر بها.
وأوضح عالم الأحياء الدقيقة بجامعة كولومبيا، ستيفن ب.جوف، أنه يجب توخي الحذر عند افتراض أن الفيروس يستخدم الحافظة التي تحتوي على مخالب يغروسها في الخلايا السليمة الأخرى، كطريقة ثانية لإصابة الخلايا.
وشرح عالم الأحياء الدقيقة، أن الصور التي وثقتها دراسة خلية تحتيو على الفيروس ، كشفت أن الحافظة تحتوي على الكثير من الفيروسات والتي يغرز بها كوفيد 19 سمه في الخلايا المناعية الأخرى المتواجد بباقي أعضاء الجسم، ومن خلال تثبيط نمو الحافظة قل لتكاثر الفيروسي، وههذا يشير بقوة إلى أن الحافظة تُطور بشكل ما قدرة الفيروس على إصابة الخلايا.
طبيب مناعة: كوفيد 19 يتكاثر بالخلايا ويقضي عليها
وشرح الدكتور أديب الزغبي أستاذ علم المناعة والخلايا الجذعية، خلال استضافته بقناة المملكة الأردنية، أن الفيروس هدفه الأوحد الوصول إلى خليه يدخل منها ويتكاثر بها، وهو ليس كائن حي لأنه لا يتكون من خلايا ولا يستطيع أن يتكاثر خارج الجسم أبدا، ولذلك لا يحيا خارج الجسم وإنما يظل قابل للعدوى لفترة قصيرة من الزمن.
وعندما تتحول الخلية إلى خلية فيروسية يبدأ في الانتقال إلى الخلايا المناعية المتواجدة في أعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد والكلى.
طبيب فيروسات : كروونا لا يؤثر على الرئة فقط
وأوضح طبيب الفيروسات، أحمد السنوسي في حديثه لـ"الوطن" من قبل،أن فيروسات كورونا متطفلة ومتحورة، وأن أعراض الفيروس تختلف من شخص لآخر وتظهر حسب القدرة المناعية للشخص في التعامل مع الإصابة، ولذلك تظهر أعراض جديدة يوميا.
ومن الممكن أن يصيب الفيروس الجهاز التنفسي فقط، وربما يتنقل من الجهاز التنفسي ليؤثر على أجهزة أخرى من الجسم أو الجلد، وقد يؤدي الفيروس التاجي في بعض المراحل إلى الإصابة بالفشل الكلوي، وذلك ليس نتيجة إلى أنه أصاب الكلية ولكن نتيجة هدم خلايا وأجسام المناعية، ولكن تركيز الفيروس الأساسي على الجهاز التنفسي إلا أنه بمجرد أن يتكاثر داخل خلايا الجهاز التنفسي ويدمرها يتنقل إلى باقي الخلايا الموجودة في أجهزة الجسم مثل الكلى أو القلب.
تعليقات الفيسبوك