توابيت على هيئة زجاجات مياه غازية وأسماك وأحذية، تمثل مضمون صور تبادلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعبر عن أن الشخص يُدفن في تابوت حسب مهنته.
يُصنع التابوت حسب مهنة المتوفى
وبالفعل فإن تلك التوابيت حقيقة، ويرجع أمرها إلى مجموعة من صانعي التوابيت الخيالية والترفيهية في دولة غانا الأفريقية، حيث ينتج الصانعون النعوش على شكل سفن ومبان وحيوانات وسيارات، وفقًا للمهنة التي كان يعمل بها المتوفى أثناء وجوده على قيد الحياة، لاعتقادهم أنه سيمارس نفس مهنته في الحياة الأخرى، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية وموقع "سي إن إن " الأمريكي.
وقال أحد ممارسي حرفة صناعة التوابيت الترفيهية، ويدعى جوزيف أشونج والشهير باسم "با جو"، إن صنع التوابيت الترفيهية والمعروفة باسم "okadi adekai" هو عمل جاد في غانا، حيث كان يعمل في تلك المهنة منذ أكثر من 50 عامًا.
وروى "أشونج" أنه عندما بلغ من العمر 15 عامًا في عام 1962، أرسلته والدته للعمل مع عمه في تجارة التوابيت، وتخرج من المدرسة الصناعية عام 1974، ومارس مهنة صنع التابوت منذ ذلك الوقت.
وعلى مر السنين لفتت أعماله ومنحوتاته انتباه الكثيرون حول العالم، وكان من بينهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، إضافة إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، حيث اشتروا منه اثنين من تلك التوابيت
سعر التابوت
وأوضح "أشونج" أن التابوت الواحد الدولي والذي يصدر لدول أخرى، يترواح سعره ما بين 5 آلاف إلى 15 ألف دولار حسب نوع التابوت، إضافة إلى المواد اللازمة لصنعه وفقًا للمعايير الدولية، حيث يستخدم أخشاب الماتهوجني أو بعض الأخشاب الصلبة عالية الجودة لحماية التابوت من الحشرات والتشقق، مؤكدًا على أن يكون الشكل النهائي يجب أن يكون مثاليًا.
أما بالنسبة للعميل المحلي، فيمكنه استخدام مواد أرخص وتكلفة أقل من 1000 دولار، سواء كان نعشًا على شكل حذاء أو حيوان أو إنسان، ويتم صنع حوالي 7 أو 8 توابيت في الشهر الواحد، وفقًا لـ"أشونج"، والذي أكد أنها تجارة مربحة، وذلك بالطبع قبل عصر جائحة كورونا.
السكان يرمزون بالتابوت إلى الحياة الأخرى
وتظهر تصميمات التابوت المجنونة في الدولة الأفريقية، حيث دُفن موتى في صناديق على شكل أناناس وكاميرا وحتى زجاجة بيرة لتمثيل وظائفهم في الحياة، وبالإضافة إلى التوابيت المتعلقة بالعمل، يختار البعض أن يكون شكلها مثل الحيوانات، بما في ذلك الأسد وحتى الخنفساء، وكذلك على شكل كاميرا ليمثل مهنة الصحافة والتصوير والإعلام.
وتطورت تقاليد التوابيت المخصصة بين المسيحيين في منطقة أكرا الكبرى بغانا منذ الستينيات، وقبل ذلك كانت التوابيت الخاصة محفوظة فقط للرؤساء والكهنة.
والتقطت المصورة كريستينا كزيبيك الألمانية عام 2016، صورًا وثقت التوابيت الغريبة أثناء رحلتها لغانا، وأوضحت أن السكان يستخدمونها بسبب إيمانهم بالحياة الآخرة، وأن الموت ليس النهاية، وأن الحياة مستمرة في العالم التالي.
وبالفعل تم عرض زوجين من هذه التوابيت في متاحف الفن الحديث والمعارض الفنية في جميع أنحاء العالم، خاصة أن كل نعش يمثل قطعة فنية حقيقية.
تعليقات الفيسبوك