سباق شرس يخوضه العلماء في جميع أنحاء العالم لإيجاد لقاح قادر على مجابهة فيروس كورونا المستجد، لكن يحتل صدارتها اللقاح التي تعمل جامعة أكسفورد البريطانية على تطويره، إذ وصل حتى الآن إلى مراحل متقدمة للغاية، وكاد ينهي الصراع، حيث يستمر في تحقيق نتائج واعدة منذ عدة أشهر.
ولفت هذا اللقاح الانتباه من جديد، بعدما تحدث الدكتور أحمد محمد سلمان أستاذ المناعة بجامعة أكسفورد وخريج كلية العلوم جامعة عين شمس والمصري الوحيد المشارك ضمن الفريق البحثي للقاح فيروس كورونا المستجد، الذي أوشك على الظهور، عن تفاصيل اللقاح المنتظر.
وقال سلمان، خلال مداخلة عبر "سكايب" مع الإعلامي أحمد فايق في برنامج "مصر تستطيع" المذاع عبر فضائية "dmc"، إن النتائج مبشرة وأن اللقاح حاليًا في المرحلة الثالثة والأخيرة للتجارب السريرية وسيجرى الإعلان النهائي عن النتائج في نهاية يوليو أو بداية أغسطس المقبل.
وتستعرض "الوطن" في السطور التالية كل ما يتعلق بهذا اللقاح الواعد، منذ بداية العمل عليه ومراحل تطوره لغاية الآن:
مكونات لقاح أكسفورد المضاد لفيروس كورونا
يعتبر اللقاح الذي يجري اختباره الآن نسخة ضعيفة من فيروس الإنفلونزا الشائع، الذي يسبب التهابات، وقد جرى التلاعب بالفيروس بحيث لا يمكن أن يضر بالبشر، لكنه يحتوي أيضا على جزء من فيروس كورونا، بحيث يؤدي إلى استجابة الجسم المناعية لبروتينات "كوفيد-19" التي تستخدمها لدخول الخلايا البشرية والتكاثر.
ويسمح اللقاح بتوليد استجابة مناعية قوية بجرعة واحدة، وهو ليس فيروسا قادرا على التكاثر، ما يجعله أكثر أمانا للأطفال والمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة كالسكري، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
مراحل تطوير لقاح أكسفورد المضاد لكورونا
بدأ العمل فى شهر يناير على اللقاح الذى تطوره جامعة أكسفورد ضد فيروس كورونا، الذي يعتبر واحدا من المتصدرين في السباق العالمي من أجل مكافحة المرض الذي يجتاح العالم.
عمل الفريق البحثي أولا على دراسة تركيب الجين الخاص بالفيروس بالتزامن مع التجارب كما هو متبع بدءًا من الفئران وصولا إلى القرود، حيث تمت تجربة اللقاح على 6 قرود في أول شهر فبراير من العام الجاري، وأعطى مناعة 100% لهذه الحيوانات.
ويمر تطوير أي لقاح للبشر في العالم بـ3 مراحل، الهدف الرئيسي من الأولى هو اختبار سلامة المنتج الطبي وبدرجة أقل فاعليته، أما الثانية ثم الثالثة فتجريان على نطاق أوسع وتهدفان إلى تقييم فاعلية اللقاح قبل أن تسمح السلطات الصحية بطرحه في الأسواق، بحسب شبكة "CNN" الأمريكية.
وحقق اللقاح نتائج واعدة أدت إلى بدء التجارب البشرية، وفي شهر أبريل الماضي، بدأت أولى مراحل تجارب اللقاح المعروف رسميا باسم "شادوكش وان كوفيد 19" لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحمي الأشخاص الأصحاء بشكل فعال من فيروس كورونا أم لا، وتهدف تلك المرحلة إلى لتقييم السلامة والقدرة المناعية والفعالية في أكثر من 1000 متطوع سليم تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا عبر عدة مراكز تجريبية في جنوب إنجلترا.
وبعد نحو شهر من بداية أول مرحلة، أعلنت جامعة أوكسفورد بداية المرحلتين الثانية والثالثة من التجارب البشرية للقاح فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بعدما شهدت المرحلة الأولى أكثر من 1000 تطعيم.
وشارك فيهما أكثر من 10 آلاف من البالغين والأطفال، إذ وسعت المرحلة الثانية الفئة العمرية للأشخاص الذين يُختبر اللقاح عليهم لتشمل عددا صغيرا من كبار السن والأطفال، أما المرحلة الثالثة فتهتم بكيفية عمل اللقاح في عدد كبير من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما، بحسب "ديلي ميل".
وصار فريق أكسفورد هو الوحيد ضمن جميع المتسابقين الذي يصل إلى المرحلة الثالثة، وينتظر الآن المرحلة الرابعة والأخيرة وهو طرحه في الأسواق وتعميمه، حيث من المقرر أن تكون النتائج النهائية للمرحلتين الأولى والثانية للقاح في نهاية يوليو أو أغسطس المقبلين، أما الثالثة في نهاية شهر أغسطس، بحسب ما أكد الدكتور المصري أحمد محمود سالمان، عضو الفريق البحثي.
وأفادت تقارير عدة، ظهرت هذا الأسبوع، بأن لقاح أكسفورد ضد فيروس كورونا التاجي المستجد الذي يجتاح العالم سيكون جاهزًا في شكل جهاز استنشاق مثل جهاز استنشاق علاج الربو، لطرحه للجمهور خلال شهر سبتمبر المقبل، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
العلماء متفائلون بقدرة لقاح أكسفورد على مواجهة كورونا
قال رئيس مجموعة أكسفورد للقاحات البروفيسور أندرو بولارد، في تصريحات سابقة، إن الدراسات تسير بشكل جيد للغاية، ومنذ المراحل الأولية يؤكد الباحثون أن اللقاح يحقق نتائج واعدة أدت إلى الوصول إلى هذه المراحل المتقدمة.
ويزعم فريق جامعة أكسفورد أنه: "واثق بنسبة 80 % من فاعلية لقاحهم لدى الشباب"، ويؤكدون أنه يمكن إعطاء اللقاح للمرضى من خلال استخدام جهاز مثل جهاز استنشاق الربو، بداية من الشهر المقبل، بحسب ما جاء في محاضرة عبر الإنترنت لمركز الطب الشخصي بجامعة أكسفورد، ألقاها عضو الفريق الذي يعمل على تطوير اللقاح البروفيسور أدريان هيل، بحسب "ذا صن".
ولقاح أكسفورد لمواجهة كورونا، هو شراكة بين مجموعة أكسفورد للقاحات وشركة الأدوية أسترازينيكا، البريطانية-السويدية، التي أكدت أنها ستبدأ في إنتاج اللقاح بمجرد منحه الموافقة النهائية، وتعتزم إنتاج ملياري جرعة بفضل التمويل من الملياردير بيل جيتس، بالإضافة إلى دعم الحكومة البريطانية أيضا.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لوحدة التكنولوجيا الحيوية للأدوية والتطوير المبكر في أسترازينيكا مين بانجالوس، إن السرعة التي تقدم بها هذا اللقاح الجديد في التجارب السريرية المتأخرة هي شهادة على الأبحاث العلمية الرائدة في أكسفورد.
تعليقات الفيسبوك