الأصعب على المريض، حيث يشعر بالألم، هو عجزه عن توفير علاج لتهدئة أوجاعه، خاصة إن هاجمته فى وقت متأخر، ومنافذ صرف العلاج مغلقة، لتجتمع الآلام والهموم فوق رأسه.
«أى حد يشعر بتعب مفاجئ بعد منتصف الليل، ولأصحاب الحالات الحرجة، اطلبنى على الفور أتوجه إلى الصيدلية لصرف العلاج»، خدمة قدمها شريف أشرف لأهالى قريته «الأخصاص» بمحافظة الفيوم، ولاقت مباركة وإشادة الجميع.
«شريف» يعمل «مساعد صيدلى» منذ أكثر من ٩ سنوات، ويوجد فى الصيدلية معظم الوقت، حيث إنه من سكان القرية، لذا شعر بمسئولية تجاه أهالى قريته حين تفاجئهم الآلام، فيسرع إلى تقديم المحاليل، والحقن والأدوية المختلفة لهم، مهما كبّده ذلك من مشقة.
ساعد «شريف» على تنفيذ الفكرة ترحيب الدكتور عماد أحمد، صاحب الصيدلية بالمبادرة، التى يراها: «من صميم أخلاق القرية، التى ما زالت موجودة فى الأرياف، فالأهالى يعرفون بعضهم، ولا يتأخر أحد عن مساعدة الآخر»، واصفاً الصيدلية بأنها ملك للناس، ولولا أنه يقطن بقرية مجاورة، ويصعب وجوده بها فى جميع الأوقات، كان قد ساعد المرضى بنفسه طوال الوقت.
يحكى «شريف» عن قرية الأخصاص، التى يقطنها أكثر من 30 ألف نسمة: «بها ٣ صيدليات فقط، اثنتان منهما تنهى العمل مساء، بينما أستمر فى الصيدلية إلى الواحدة بعد منتصف الليل لمساعدة الأهالى، لدينا طبيب يعمل فى الأوقات المتأخرة من الليل، وفى الحالات الحرجة يذهب المريض له لتشخيص المرض، ثم يتصل بى لصرف الدواء».
تعليقات الفيسبوك