​

 تجارب مؤلمة مر بها الكثيرون يجميع أنحاء العالم بعد إصابتهم بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وحتى الآن لا يزال العلماء والباحثون والأطباء يحاولون التوصل لعلاج للمرض القاتل ولقاح يقي العالم منه.

ووثق بعض المرضى تجربتهم ومعاناتهم مع الفيروس التاجي، وحذروا الآخرين من الاستهانة به، لأن رحلة العلاج طويلة ومؤلمة، بحسب وصفهم.

وتستعرض " الوطن"، فيما يلي، رحلة بعض الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا أو حذروا منها بشكل عام.

محام أردني يتوفى على الهواء 

أصيب المحام الأردني أكرم هيلات، بنوبة قلبية توفي على إثرها، واعتاد الراحل نشر فيديوهات للتحدث عن المحاماة فيما بعد جائحة كورونا المستجد خلال بث مباشر عبر صفحته على "فيسبوك".

وأثناء ظهور "هيلات" في بث مباشر ليتحدث عن المرض وأعمال المحاماة، توفاه الله، ووثق مقطع الفيديو وفاته، ونعاه نقيب المحامين الأردنيين، مازن رشيدات.

ابنة الشهيد الدكتور أحمد اللواح 

حذرت إسراء أحمد اللواح، ابنة الشهيد الدكتور أحمد اللواح، أول شهيد للطواقم الطبية بسبب كورونا، من الفيروس التاجي، بعدما أصيبت به ووالدتها إثر نقل والدها الراحل العدوى لهم.

وقالت "اللواح"، إن والدها أصيب بأعراض دور برد عادي، وكانوا يعتقدوا أنه مصاب بالبرد، وأنه أجرى التحاليل اللازمة واكتشفوا إصابته بكورونا

وأضافت في رسالتها: "الناس تقعد في بيوتها لأن الموضوع مش سهل، وأنك تروح مستشفى، وتاخد أدوية كتير قوي، مش حاجة سهلة، ومراحل بتعدي فيها، منها نظرة الناس، وكمان ده خطر على اللي في البيت، ولو أنت مش خايف على نفسك، خاف على اللي في البيت، ولو حاجة غير ضرورية متنزلش، وأقعد في بيتك".

تارا جين لانجستون 

نشرت تارا جين لانجستون، البالغة من العمر 39 عاما، مقطع فيديو من داخل وحدة الرعاية المركز وهي تكافح من أجل التنفس بعدما أصيبت بفيروس كورونا المستجد.

وبدأت تشعر "تارا" بتوعك في أبريل الماضي، وبعد الذهاب للمستشفى أخبرها الأطباء أنها مصابة بعدوى في الصدر ووصفوا لها مضادات حيوية وعادت للمنزل، إلا أن حالتها بدأت تسوء أكثر، وفقا لصحيفة "الجارديان البريطانية".

ووجهت "لانجستون" رسالة إلى المواطنين في مقطع فيديو من داخل غرفتها بالعناية المركزة بعد عودتها للمستشفى مرة أخرى، قائلة "إذا كان أي شخص يفكر في اتخاذ أي فرص، فما عليك سوى إلقاء نظرة علي.. أنا في وحدة العناية المركزة.. لا أستطيع التنفس بدون هذا.. كان عليهم أن يخيطوا ذلك في شرياني.. لدي قنية وقنية أخرى وقسطرة".

كلاي بنتلي 

نشر كلاي بنتلي، الذي يعيش في جورجيا بروما، مقطع فيديو من داخل غرفته بمستشفى العزل بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وقال "كلاي"، إنه شعر بأعراض تشبه الأنفلونزا، في يوم 1 مارس بعد ما غنى في فرقة موسيقية بكنيسة ساحة الحرية في جورجيا وكان بها أكثر من 100 عضو، وعاد إلى منزله بعدما أحس بتعب بسيط، حسبما ذكر موقع "إي بي سي" الأمريكي.

وفي اليوم التالي تفاقمت الأعراض وتم نقله إلى الرعاية العاجلة، وعندما فحص الأطباء معدلاته الحيوية وجدوا أن مستويات الأكسجين الخاصة به منخفضة بالفعل وتم إرساله إلى المستشفى.

وسأله الأطباء بعدما أعطوه مجموعة من المحاليل والسوائل المغذية عما إذا كان خارج البلاد، فأخبرهم بالنفي، ليعود إلى المنزل، ولكن تدهورت حالته سريعا، واتصل بالمستشفى قائلا: "لقد تركتوني لأموت حالتي تزداد سوءا"، ليخبروه بضرورة العودة إلى المستشفى مرة أخرى.

ومن داخل غرفته بالمستشفى، قال "كلاي"، "شعرت بعدم وجود طاقة لدي، وصعوبة في التنفس وآلام في الجسم وقشعريرة وحمى، ملاحظة شخصية لدي، قلبي مع كل المتضررين من هذا المرض ويجب الحذر منه وعدم إهمال أعراضه"..

وأضاف "الله معنا وسنتغلب على هذا معا، ذلك ليس وقت الذعر والخوف بل وقت الحكمة والثقة في الله".

محمد النادي 

نشر شاب يدعى محمد النادي مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، يروي فيه معاناته مع فيروس كورونا المستجد في 3 مايو الماضي.

وقال "محمد"، خلال الفيديو "كلمتين أول ما قدرت أكتبهم كتبتهم، أنا بقالي أسبوع في العناية المركزة، لأن عندي مضاعفات كتير في جسمي خصوصا الكلى والرئة".

وتابع: "ياما اتقالي خليك في بيتك بلاش خروج، وأنا ولا حياة لمن تنادي، ذلا مني وراء لقمة العيش الكاذبة، لكني أحمد الله الواحد الأحد".

ونصح "النادي" الناس قائلًا: "أرجوكم بلاش استهتار لأنه مرض مش سهل وقاتل، ويدمر كل حتة فيك، محدش بيموت من الجوع، متغامرش بحياتك، المرض منتشر جدا في مصر، وخصوصا المنوفية، أنا للأسف عديت اخواتي، أبقى في بيتك إنه قاتل لعين، وادعولي من قلبكم للشفاء العاجل من هذا الفيروس اللعين فضلا وليس أمرا جزاكم الله خيرا".

فيديو صادم نشره "النادي"، الخميس الماضي، الذي تتحفظ "الوطن" عن نشره، نظرا لصعوبة المحتوى الذي جاء به، من داخل العناية المركزة، ويظهر فيه الشاب وهو لا يستطيع الكلام، وهو يقول بصعوبة: "أنا بموت أنا بموت لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ليفارق الحياة في النهاية متأثرًا بالجائحة العالمية التي أصابت ملايين الأشخاص حول العالم.