شهر رمضان له طابع خاص، يجب على المسلم استغلاله لتحري نفحات الرحمن فى شهر الخير، ومن أبواب الخير، الحرص التفرد مع الله في الخلوات بكثرة الدعاء والمناجاة وكذلك قرءاة القرآن، مع استشعار الارتباط الوثيق بين شهر رمضان، وبين القرآن.
وكان بعض السلف، يختم في قيام رمضان فقط كل عشر ليالٍ، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل ثلاث ليال، حسب كتاب قصص الصحابة والصالحين، لفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى.
هل هناك مّن يستطيع أن يختم القرآن الكريم مرة كل يوم، هذا ما فعله، عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، ثالث الخلفاء الراشدين.
كان لعثمان بن عفان، رضي الله عنه، أعمال عظيمة، فلقد اشترى بئر رومة الذي كان يملكه رجل يهودي في المدينة المنوّرة، ولحاجة المسلمين إليه فقد جعله وقفاً للمسلمين بعد شرائه.
وقام ثالث الخلفاء الراشدين، بتوّسعة المسجد النبويّ، والمسجد الحرام، وقام بتجهيز جيش العُسّرة بتسعمئة وأربعين بعيراً، وزاد عليها ستين فرساً، و جاء بعشرة آلاف دينار فجعلها بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان شديد التعبّد لله تعالى، وكان صوّاماً وقوّاماً.
كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته، فسُئِل عن ذلك، وقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي إذا وقفت على قبر؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر منه، وإن لم يَنجُ منه، فما بعده أشد"صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
اُستشهد عثمان بن عفان، رضي الله عنه، في اليوم الثامن عشر، من ذي الحجة، من السنة الخامسة والثلاثين للهجرة، وقد كان مقتله على يد جماعة مارقة اختلفت أغراضهم وأهواءهم، ولكنّهم اتّفقوا على عزل الخليفة وقتله.
تعليقات الفيسبوك