"خروج المسيح الدجال في سماء السعودية".. ذلك هو مضمون كلمات مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار حالة كبيرة من الجدل بعد انتشاره على نطاق واسع.
ويظهر في الفيديو عباءة ترتفع إلى السماء على شكل رجل وينبعث من داخلها ضوء، على نحو جعل مستخدمي فيس بوك، يتفاعلون مع الفيديو، وفي خلفية الفيديو صوت يردد "الله أكبر الله أكبر، اللهم ارفع عنا البلاء".
ويعود الفيديو إلى جروب يدعى "Safzana" وهو مخصص للألعاب، ويحتوي على فيديو ادعى ظهور المسيح الدجال به، وآخر ادعى فيه ظهور يد في السماء في السعودية أيضا، وفي الخلفية نفس الصوت وهو يردد "الله أكبر الله أكبر"، و تلك الفيديوهات لا أساس لها من الصحة.
وحول تداول الفيديو، رد الشيخ عبد الأحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، بأن كل هذا شائعات وكلام كاذب ولا ينبغي تصديقه.
وأوضح "الأطرش" في حديثه لـ"الوطن"، أن المسيح الدجال أو المسيخ الدجال، وسمي بالمسيخ لأنه مسخت إحدى عينيه، ينزل في الأرض في آخر الزمان وينزل لفتنة الناس ونزوله من علامات القيامة الكبرى، والنور الذي ظهر في السعودية كما زعم الفيديو فهذا من الخرافات التي يروج إليها أنصاف المتعلمين أو أصحاب الشائعات لبلبلة الأفكار لدى الناس وشغلهم عن ذكر الله.
وشدد على أن ترويج الشائعات والخرافات "إثم"، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أشاع على مسلم شائعة ليقبحه بها، قبحه الله في نار جهنم"، وينبغي عدم الانساق وراء تلك الخرافات، وفقا للأطرش.
وأضاف "الأطرش": "الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الإسراء "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"، والإنسان الذي يقول ما لا لم يُقل لا شك أنه خائن لله ولرسوله وللمؤمنين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا"، أي أشد الكذب أن الشخص يقول أنه رأى أو سمع مالم يسمع أو مالم يرى، وهؤلاء يبشرهم الله بجهنم".
وعن ظهور المسيح الدجال، فإن نزوله على الأرض يعني اقتراب يوم القيامة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق"، وهو ينزل لفتنة الناس عن دينهم، وعن فاطمة بنت قيس، رضي الله عنها، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال عن المسيخ الدجال أنه عند ظهوره يقول "إِنِّى أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّى أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِى فِى الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِى الأَرْضِ فَلاَ أَدَعَ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا فِى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِداً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِى مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتاً يَصُدُّنِى عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا".
وهناك العديد من علامات القيامة الصغرى مثل موت النبي صلى الله عليه وسلم، ظهور الفتن وكثرتها، ضياع الأمانة، قبض العلم وظهور الجهل، انتشار الزنا والربا، كثرة القتل وووقوع الزلازل، وظهور الكاسيات العاريات.
وأكد "الأطرش" أن المسيخ الدجال أحد علامات القيامة الكبرى وهي كما ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم "روى مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ : مَا تَذَاكَرُونَ؟ قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ : إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ".
تعليقات الفيسبوك