​

أداء رائع للمنتخب الجزائري في دور المجموعات من مونديال 2014، نجح خلالها في انتزاع بطاقة التأهل الثانية خلف المنتخب البلجيكي، في المجموعة التي ضمت الدب الروسي والشمشون الكوري الجنوبي، لكنه اصطدم ببطل العالم لتلك النسخة المنتخب الألماني، وصاحب المركز الثالث في مونديال 2010، في دور الـ16.

جميع الأرقام قبل المباراة تصب في تحقيق فوز ساحق للمنتخب الألماني بقياد يواكيم لوف، ولكن محاربي الصحراء فاجأوا الجميع بأداء لم يكن يتخيله أسوأ المتشائمين بألمانيا، في سهرة رمضانية أقيمت بينهما يوم 30 يونيو لعام 2014.

وكاد إسلام سليماني، أن يباغت دفاعات المنتخب الألماني مبكرًا في الدقيقة التاسعة، بعد تمريرة رائعة من فوزي غلام، جعلت في انفراد تام بمانويل نوير، ولكن الأخير تمكن من التصدي لها ببراعة بعد تاكلينج رائع من خارج منطقة الجزاء.

رد المنتخب الألماني جاء سريعا في الدقيقة 13، بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء عن طريق شفاينشتايجر، لكن رايس مبولحي تصدى لها بنجاح على مرتين.

وسجل "سليماني" الهدف الأول للجزائر في الدقيقة 17، لكن حكم المباراة قرر إلغاء الهدف بداعي وجود تسلل على مهاجم محاربي الصحراء، أتبعها فوزي غلام بتسديدة يسارية مرت بجوار القائم الأيمن لنوير بقليل.

وفاجأ أوزيل حارس الجزائر بقذيفة من خارج منطقة الجزاء، تصدى لها مبولحي، دون تمكنه من السيطرة عليها لتصل إلى توماس مولر، لكن الأخير لم يحسن التعامل معها.

وفي الدقيقة الـ40، تصدى مبولحي لأخطر فرصة لألمانيا بعد تسديدة من توني كروس، ترتد لجوتزه الذي يسدد مرة أخرى، لكن حارس الجزائر كان لها بالمرصاد، ليحافظ على نظافة شباكه طوال الشوط الأول.

مبولحي يواصل التصدي لهجمات الألمان

وأجرى يواكيم لوف أولى تبديلاته في بداية الشوط الثاني، بمشاركة أندريه شورله بدلا من ماريو جوتزه، وكاد البديل أن يسجل لولا تألق دفاع محاربي الصحراء لتتحول إلى ركلة ركنية، قابلها ميرتساكر برأسية، لكن مبولحي كان لها بالمرصاد.

وفي الدقيقة 55، سدد فيليب لام كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، حولها مبولحي بأطراف أصابعه لركلة ركنية، لينحصر اللعب بعدها في منتصف الملعب.

وفي تبديل اضطراري، دفع لوف بثاني تبديلاته بنزول سامي خضيرة بدلا من المصاب شكوردان مصطفى في الدقيقة 70 من عمر المباراة، وكاد منتخب الجزائر أن يخطف هدف الفوز بانفراد تام للمهاجم سليماني، لكن رأسية نوير خارج منطقة الجزاء سبقت نجم محاربي الصحراء، أتبعها بتسديدة قوية لكن نوير وقف لها بالمرصاد، قبل أن ينقذ بواتنيج فريقه من هجمة أخرى سريعة، ويحول عرضية هلال سوداني لخارج الملعب.

ورد المنتخب الألماني بفرصة هدف محقق، بعدما حول مولر العرضية القادمة من الناحية اليمنى برأسية، لكنها تمر بجوار المرمى الجزائري بقليل، لتواصل الماكينات الألمانية ضغطها، وعلى مرتين، ينقذ رايس مبولحي مرماه بعد رأسية من مولر، وتسديدة من شفاينشتايجر تصدى لها مدافع الفريق من على خط المرمى.

وأهدر مولر فرصة هدف محقق في الدقيقة 82، بعد مراوغة ناجحة لمدافع الجزائر، لكنه سدد الكرة خارج الملعب، وكاد سفيان فيجولي أن يخطف هدف الفوز لولا تصدي نوير بعد الخروج من مرماه كالمعتاد، ليرد عليه مبولحي بالتصدي لرأسية شفاينشتايجر في الدقيقة الأخيرة من وقت المباراة الأصلي، لينتهي الشوط الثاني بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان للأوقات الإضافية.

إقرأ أيضًا.. ليلة سقوط راقصي التانجو بقيادة ميسي في كوبا أمريكا

نهاية درامية في الأشواط الإضافية

ولم تمر سوى دقيقتين فقط من بداية الشوط الإضافي الأول، حتى تمكن شورله من تسجيل الهدف الأول للمنتخب الألماني، مستغلا عرضية قادمة من مولر من الناحية اليسرى.

وأنهى خاليلوزيتش تبديلاته بعد الهدف بدقائق، بخروج رفيق حليش من المبارة بداعي الإصابة، والدفع بمجيد بوقرة بدلا منه، قبل أن يخرج سوداني ويشارك عبدالمؤمن جابو بدلا منه، وكان التبديل الأول قد دفع من خلاله بالنجم ياسين براهيمي.

ومن ركلة ركنية، سدد مهدي مصطفى كرة أرضية، لكنها مرت بجوار المرمى الألماني بقليل، قبل نهاية الشوط بثلاث دقائق.

وفي الشوط الإضافي الثاني، أجرى لوف آخر تبديلاته بخروج شفاينشتايجر للإصابة والدفع بكريستوفر كرامر بدلا منه، وفي ظل بحث المنتخب الجزائري عن هدف التعادل، استغل المانشافات هجمة مرتدة في الدقيقة  120، انفرد على إثرها أوزيل برايس مبولحي، ليمررها لشورله ولكن الدفاع أنقذ مرماه من التسديدة الأولى، قبل أن تصل إلى أوزيل والذي لم يتوانَ بدوره في إسكانها الشباك.

ورغم الهدفين لم يستسلم المنتخب الجزائري، حيث قلص عبد المؤمن جابو، النتيجة لمحاربي الصحراء في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، مستغلا عرضية متقنة من فيجولي، وكاد سليماني أن يدرك التعادل في الثواني الأخيرة لكن نوير تصدى لرأسيته ببراعة، لينتهي اللقاء بفوز ألمانيا بنتيجة 2-1، لتتوج في النهاية باللقب على حساب المنتخب الأرجنتيني.