ولدوا بعيبٍ خلقي، لا حول لهم ولا قوة، يحاولون فهم المحيطين بهم، ومشاركة الحياة والتمتع بها مثلهم، إلا أنّ التواصل مع من حولهم إلكترونيًا خاصة في زمن كورونا يبدو أمرًا صعبًا، اللهم إلا في حالة وجود مترجم للإشارات ذو كفاءة عالية.
وعبر بث مباشر على موقع "إنستجرام"، قرر صفوت حسن الذي يعاني إعاقة سمعية، التحدث بلغة الإشارة عن مشكلته، فلا يوجد تطبيق إلكتروني مثلًا يمكن لـ ضعاف السمع استخدامه في حال تعرضهم لأي حادث.
ورغم إطلاق إحدى الشركات برنامجًا لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة "الصم وضعاف السمع"، يمكنهم من خلاله التواصل مع خدمات الطوارئ مثل النجدة والإسعاف وإطفاء الحريق، إلا أنَّ هذا التطبيق غير مجدٍ وفقًا لوصف "صفوت" لـ"الوطن".
صفوت: مترجمو تطبيق "واصل" لا يجيدون لغة الإشارة
سعادة كبيرة انتابت عدد من الصم والبكم عند إطلاق تطبيق "واصل"، إلا أنَّ هذه الفرحة لم تكتمل بعد تجربته في الواقع، من المفترض أنَّه يتمّ التواصل من خلال تحميل البرنامج من "جوجل بلاي" ثم الاتصال بخدمة البرنامج الذي يقدم خدمات الطوارئ مثل النجدة والإسعاف وإطفاء الحريق، ويمكن من خلال التطبيق التواصل مع أحد مترجمي لغة الإشارة، والذي يتولى مهمة تنفيذ الخدمة، إلا أن المترجمين لا يجيدون لغة الإشارة وفق ما ذكره "صفوت" لـ"الوطن": "على أي أساس تم توظيفهم في مهمة زي دي، دي خدمة طوارئ وقد تسبب خطر لأي حد إن لم يتم التواصل بصور صحيحة وده اللي حصل فعلا".

لم يسعفهم تطبيق "واصل".. زوجان تعرضا للضرب بالشارع وآخر أصيب في مباراة كروية
محمد ياسر أحد مترجمي لغة الإشارة عبر البرنامج، حكى لـ"الوطن"، أحد المواقف الصعبة التي تعرض لها زوجين من الصم والبكم، فالزوج تشاجر مع أحد المارة وزوجته الحامل برفقته، حاول الاستغاثة بالشرطة عبر التطبيق، إلا أن التواصل كان صعبًا وحينها فقدت زوجته الجنين نتجية تعرضها للضرب.
موقف ثان، يرويه "ياسر"، عن شاب أصم تعرض لإصابة في قدمه في أثناء لعب كرة القدم، حاول الاستغاثة بالتطبيق دون جدوى
شاب أصم عن أغاني تيك توك بلغة الإشارة: متاجرة بنا.. واستعطاف دون فائدة
عمرو سعيد من ضعاف السمع نشر عبر صفحته بموقع "فيسبوك"، مقطع فيديو يشرح من خلاله بعض المشكلات التي تواجهه، خاصة صغر حجم صورة المترجم عند عرض أي محتوى بالتلفزيون: "صعب أوي إننا نشوفها"، وفق ما ذكره "عمرو" لـ"الوطن" على لسان المترجم "ياسر".

وحول فيديوهات "تيك توك" المنتشرة بلغة الإشارة للأغاني، علق الشاب موسى حسين: "لا جدوى منها ومحدش مننا بيفهمها لأنها معتمدة على الموسيقى اللي احنا مش سامعنها، وبنعتبره مجرد استعطاف ولكن دون فائدة".

أستاذة تربية خاصة: عدم وعي الأسر وراء إخفاق الصم وضعاف لسمع في التعامل بلغة الإشارة
من جهتها، قالت الدكتورة حنان فياض مدرس بقسم الصم والإعاقة السمعية بكلية التربية الخاصة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجية، إنَّ مصطلح الصم والبكم غير مستخدم وأصبح "الصم وضعاف السمع"، شارحة أنَّ الشخص الأبكم لا يتحدث تمامًا ولكن في حالة ضعاف السمع يمكنه التحدث بالعلاج وتدريبات التخاطب أو العمليات الجراحية.
وبينت أنَّ ضعاف السمع درجات تتفاوت عن طريق مقياس خاص يحدد درجة سمعهم، وهو الأمر المتاح داخل مركز "السمع والكلام بإمبابة"، حيث يتمّ قياس شدة الإعاقة السمعية وهو مستوى فقد السمع "بالديسيبل" وتتفاوت الإعاقة السمعية من البسيطة للشديدة وفقا لوصف أستاذة التربية الخاصة.
وتابعت أستاذة التربية الخاصة: "تعتبر البيئة المحيطة لضعاف السمع هي العامل الأساسي في تحديد حالاتهم سواء بدخولهم مؤسسات للدمج أو وعي الأسر لهم، خاصة أن نسبة 90٪ منهم أسرهم طبيعين وليسوا من ذوي الإعاقة السمعية".
وعن المشكلات التي تواجه مجتمع الصم وضعاف السمع، قالت أستاذة التربية الخاصة إن: "عدم وعي الأسر سبب رئيسي في أن غالبيتهم غير قادر على التعلم بشكل جيد لعدم إدراكهم بلغة الإشارة".
وأكملت: "مع الأسف المناهج لا تتطور وفق حالاتهم ويتم استخدام مناهج الطلبة العادية"، وفيما يخص مترجمي لغة الإشارة، ذكرت أستاذة التربية الخاصة: "أزمة مترجمي لغة الإشارة، أن أغلبيتهم غير أكاديميين يعرفون فقط مبادئ اللغة دون التعمق بها ولا يتم عرضهم على لجنة موثوقة لتقييمهم.
وطالبت أستاذة التربية الخاصة، بالتركيز على مناهج الصم وضعاف السمع، مع نشر الوعي بين فئات المجتمع المختلفة وتسليط الضوء على مشكلات أصحاب الإعاقة السمعية خاصة إعلاميًا.
تعليقات الفيسبوك