انقطعت الزيارات وتوقفت الرحلات، أُغلقت عليهم الأبواب داخل دور المسنين والمشردين، لتُفسح الطريق لمواهبهم المدفونة ومهاراتهم التى لم تجد الفرصة المناسبة للخروج.
بعد توقُّف الأنشطة نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد، كان للحظر الفضل فى عودة عم مصطفى لممارسة مهنته المفضلة النجارة بعد سنوات من الانقطاع، بل بدأ يصلح أسرَّة الدار التى يعيش فيها، ونافسه عم عبدالنبى فى تصليح الغسالات وأجهزة التليفزيون والسخانات والثلاجات وغيرها من الأجهزة، يحن لمهنته القديمة التى كان يمارسها فى شبابه، وبينما تتفنن «زينات» فى دار أخرى بالمشغولات اليدوية، تصنع «نجلاء» من الخرز أفضل أشكال الحلى والإكسسوار.
يحكى سعيد عبدالغنى، مدير دار مسنين بالتجمع الخامس، أن نزلاء الدار لم يعتادوا على الحبسة والجلوس لأكثر من أسبوعين دون رؤية العالم الخارجى، وازداد الأمر سوءاً مع منع الزيارات، ليبحثوا عن طرق أخرى لقضاء أوقاتهم دون ملل: «عندنا مواهب كتير، زينات عندها 70 سنة وبتعمل كورشيه ولبس أطفال». يوفر لهم «سعيد» الخامات التى يحتاجونها، مؤكداً أن تلك الأيام كانت تشهد رحلات للعين السخنة وزيارات كثيفة وحفلات لا تنقطع: «عندنا 18 راجل وست، بنوفر لهم كل اللى محتاجينه كأنهم فى بيتهم».
فى دار لإيواء المشردين، يتنافس الرجال على الحرف اليدوية، بعد تأهيلهم نفسياً واجتماعياً وعقد دورات لتنمية مهارتهم وتحفيزهم على الإبداع، مما انعكس عليهم فى فترة الحظر: «لو السخان بايظ عبدالنبى بيصلحه وحتى التلاجة، ما بيسبش حاجة بايظة فى الدار»، حسب شيماء وحيد، مسئول بالدار، مؤكدة أن الجميع يحاول خلق مساحة للعمل فيها حتى لا يشعر بالممل على مدار اليوم بعد توقُّف جميع الأنشطة.
تعليقات الفيسبوك