بعد رحيل والدها منذ عامين، لم يتبقى منه سوى تعاليمه ونبتته التي زرعها داخلها بالحب والأبوة، وبعض الصور القديمة التي يظهر فيها بابتسامته الواسعة المميزة على مدار سنوات عمره، لتقرر أن تعيدها إلى الحياة بطريقتها الخاصة، فحملتها في حقيبتها وقررت زيارة جميع الأماكن التي زارها مسبقا وتصوير صوره فيها من جديد.
"أنا بحب صور بابا وماما القديمة جدا وبحب أتفرج عليهم دائما".. هكذا تقضي ألاء فوزي، 26 عاما، وقت طويل تتأمل في صور والديها القديمة، محاولة استعادة تفاصيل حياتهم السابقة خلال فترات الشباب، وهو ما ولد بداخلها رغبة في خوض تجربة زيارة نفس الأماكن.
رحلة الأقصر وأسوان الجامعية، تشارك فيها والدها ووالدتها في أوقات مختلفة، بفارق 3 أعوام، ولكنهم اجتمعوا بالتقاط الصور في الأماكن الأثرية ذاتها، لتحملهم ابنة الشرقية، وتقرر تكرار الرحلة نفسها بمفردها، ديسمبر الماضي، ولحبها الشديد للسفر أيضا.
لم يقتصر الأمر على ذلك فقط، وإنما أيضا حرصت ألاء، خريجة كلية الفنون التطبيقية، على "أتصور زي صورهم هناك بالظبط"، وفقا لحديثها لـ"الوطن"، مضيفة: "حرصت طول الرحلة إني أكون ماشية بالصور أدور على الأماكن اللي في الصور وأتصور زيها وأصور الصور نفسها في نفس المكان".
بين معبد فيلة والكرنك والسد العالي وجزيرة النباتات، دبت الحياة في الصور القديمة التي أعادت "ألاء" تصويرها مجددا، لتلمس فيها سعادة والدها الراحل، فيما أسعدت أيضا والدتها بها، والتي تذكرت تلك الفترة بلهفة وحب "افتكرت صحابها وأيامهم الحلوة"، بينما شعرت الإبنة بروح والدها الراحل من جديد في الأماكن ذاتها، فيما تردد بخلدها مقولة: "وإن عَادت الأماكِن القَديمة فمَن يُعيدُ لنَا الرِفاق؟!".
مازالت تزخر حقيبة ابنة الشرقية البارة بالعديد من الصور والابتسامات لوالدها ووالدتها التي تقرر استكمال استعادة ذكرياتهم المميزة وتصويرها في الأماكن ذاتها، بعد انتهاء الفترة الحالية التي تشهدها البلاد والسيطرة على فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الذي يتفشى بالعالم.
تعليقات الفيسبوك