الكحول الطبي
بعد أن اقتنت الأدوية والعقاقير التي تحتاجها، فوجئت بتقديم مسؤولة الصيدلية لها زجاجة من الكحول، هدية لها دون أي مقابل مادي، لتنهي رحلة من البحث الطويلة التي بدأتها قبل أيام من أجل الحصول على "الأيثيلي"، بينما اختلطت على "هالة علي" مشاعر بين الدهشة والسعادة.
داخل شارع حلمي حسن علي، بمدينة نصر، سادت حالة من التعجب والفرحة بين جميع الزائرين للصيدلية، بعد أن منح القائمين عليها زجاجات الكحول مجانا للجميع، فلم تكن هالة علي هي الأولى، قائلة لـ"الوطن": "مكنتش مصدقة وافتكرتها مجاملة ليا بس لما سألت قالولي بنديها للكل".
الدكتورة ولاء محمد، خريجة كلية الصيدلية لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، هي المسؤولة عن تنفيذ تلك الفكرة، التي بادر بها مالك الصيدلية، بعد أن لمسوا وجود حالة ضخمة من الاستغلال من بعض الصيدليات والموزعين تجاه المواطنين الذين يحتاجون لتلك المواد المعقمة التي أوصت بها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية لتجنب الإضابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الذي حصد آلاف الأرواح بالعالم.
"بنحاول نساعد الناس لأننا في أزمة وابتلاء كبير من ربنا وفي أفراد مش متعظين، فقولنا لازم ناخد خطوة نقول لا للاستغلال".. يعتبر ذلك الهدف الذي سعت من أجله مديرة الصيدلية، حيث اقتنى مالكها أكثر من 50 لتر كحول معبأ في 5 جراكن تصل قيمتها لحوالي 7 آلاف جنيه، وتفريغهم في حوالي 800 زجاجة، وتوزيعها على جميع الزائرين للصيدلية ذات عمر الستة أعوام.
وصفت ولاء محمد، لـ"الوطن"، رفع بعض الصيدليات لأسعار زجاجات الكحول من 10 جنيهات إلى حوالي 40 جنيه بـ"المهزلة"، والتي يجب الإبلاغ عنها سريعا، خاصة بعد شحه الشديد من الأسواق، حيث ترى أن "دي صحة وحياة الناس مينفعش نتاجر بيها، إزازة الكحول بتقف علينا بحوالي 5 جنيه فمينفعش حد يستغل الموضوع بالطريقة دي".
تلك المبادرة الإنسانية الصحية للصيدلية انعكست على المواطنين بحالة إيجابية شديدة، حيث وصفت الأمر أنه كان أشبه بـ"الناس افتكرت أن دي الكاميرا الخفية ومكنوش مصدقين وفرحوا جدا وده أسعدنا إننا حاولنا نساعدهم".
لم تكن تلك هي المبادرة التطوعية الأولى التي تطلقها الصيدلية، وفقا لولاء، حيث إنهم في رمضان 2018 و2019، وزعوا "صيدلية في البيت" والتي كانت عبارة عن صندوق يحوي أمسكية الشهر الكريم وكل الأدوية التي يحتاجها الصائم لتسهيل الهضم عقب الإفطار، والتي كان لها مردود جيد للغاية أيضا بين السكان.
تعليقات الفيسبوك