فيروس كورونا المستجد
ارتفاع مستمر في أعداد ضحايا فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الأمر الذي جعل سكان العالم في حالة شديدة من الرعب خوفا من التقاط العدوى، وتسبب الوحش المفترس حتى الآن في وفاة أكثر من 16 ألف شخص، ما دعا منظمة الصجة العالمية لإعلان حالة الطواريء الدولية ودق جرس الإنذار بتغير وصف الفيروس من وباء إلى جائحة.
ويتسائل الكثيرون حول هل يمكن أن يختفي الفيروس القاتل بمفرده؟، وهو الأمر الذي ردت عليه صحيفة "إكسبرس" البريطانية، في تقريرها.
وأوضحت الصحيفة، أن التباعد الاجتماعي هو أمر مهم للغاية للقضاء على الفيروس، ووصف وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أولئك الذين يتجاهلون تدابير الإبعاد الاجتماعي، بأنهم أنانيون للغاية، ويخشى من فقدان المزيد من الأرواح إذا لم يستمع الناس إلى النصيحة بعدم الذهاب إلى مسافة مترين من بعضهما البعض.
وبحثت دراسة أوجه التشابه بين الفيروس التاجي والأنفلونزا الإسبانية، التي ضربت العالم قرب نهاية الحرب العالمية الأولى، وأوضحت النتائج أن الفيروس الحديث قد يمحو نفسه بالفعل. وثبت أن العمل من المنزل والعزل الذاتي لمن هم أكثر عرضة للخطر، بالإضافة إلى البعد عن الآخرين، يساعد في الحد من المخاطر، وأن أوبئة الماضي تشير إلى أن الفيروس التاجي يمكن أن يختفي من تلقاء نفسه.
وذكر تقرير الصحيفة البريطانية، أنه عندما تفشت الأنفلونزا الإسبانية وسببت الفوضى من يناير 1918 إلى ديسمبر 1920، كان يعتقد أنها قضت على ربع سكان العالم، وعرفت بأنها واحدة من أكثر الفيروسات دموية على الإطلاق إذ تسببت في مقتل حوالي من 50 إلى 100 مليون شخص على مستوى العالم.
وقال الباحثون بجامعة سميثسونيان، في دراسة حللت تفشي الأنفلونزا الإسبانية وقارنت بينه وبين تفشي كورونا، إن الانتقاء الطبيعي قد يؤدي إلى زوال الفيروس التاجي.
وفي عام 1918، لم يكن االتباعد الاجتماعي ضد الأنفلونزا يمارس بنفس الطريقة التي يمارس بها اليوم، لذا كان يعتقد أن التعرض السابق كان أمرا حيويًا لمساعدة الناس على التغلب على الفيروس، والأشكال الأكثر فتكا من الفيروس كانت قادرة على قتل مضيفها بسرعة، ما يعني أن المضيف كان أقل قدرة على نشر المرض.
وأوضح الباحثون أن التدمير الذاتي لسلالات قوية وفتاكة من الفيروسات، يؤدي إلى خلق سلالات أقل فتكا من الفيروسات المتحورة وهي التي يمكن للبشر التعامل معها بكل سهولة وفقا لمبدأ الانتقاء الطبيعي، أي أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يختفي نهائيا إذا ما تعامل معه البشر بشكل صحيح، مثلما حدث مع الأنفلونزا الإسبانية.
وشدد الباحثون على ضرورة ممارسة العزل الذاتي والبعد الاجتماعي وغسل اليدين، لأن ذلك يتسبب في تدمير الفيروس تماما.
تعليقات الفيسبوك