بعد ظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وإصابة العشرات به، ألتزم الكثيرين منازلهم واتبعوا تعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، من أجل مواجهة المرض، بينما ذهب ذهن هشام كمال إلى التفكير في كبار السن غير القادرين على تلبية احتياجاتهم في تلك الظروف الصعبة التي يمر بها العالم أجمع ليقرر تقديم يد العون لهم بطريقة مختلفة.
"موتوسكيل وذاكرة قوية".. هم ما يمتلكه هشام كمال، مندوب التوزيع بالبريد المصري، بعد أن اكتسبت دراية قوية بالأماكن نظرا لعمله، ليقرر تطويعهم من أجل مساعدة الكبار الذين يفتك بهم سريعا فيروس كورونا، ليطلق مبادرة صغيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يبدي فيها استعدادهم لحمايتهم من خلال تلبية احتياجاتهم من خارج المنزل.
"أي حد من كبار في السن وعايشين لوحدهم في محيط أرض اللواء والمهندسين وإمبابة والمناطق المجاورة ليهم أنا ممكن اشتريلهم كل طلباتهم وأظبط توصيلها عشان مينزلوش ويعرضوا نفسهم للخطر أو للعدوى".. كلمات معدودة نشرها الشاب خريج الدبلوم والحاصل على عدة دورات بمجال الخدمة الاجتماعية، عبر صفحات ومجموعات فيسبوك حتى تصل لأكبر عدد ممكن، لإيمانه الشديد بدوره في المجتمع من خلال ذلك، رغم بساطته في اعتقاده إلا أنه بالتأكيد سيكون له أهمية كبير للراغبين في تلك الخدمة، على حد قوله.
أطلق "كمال" على تلك المبادرة التطوعية اسم "كلنا واحد"، حيث إنه مؤمن بشدة أن "الكبار ليهم حق علينا"، وسرعان ما أتت بثمارها حيث تواصل معه رجل عجوز مقيم في منطقة "بولاق" يطلب منه مساعدته في الحصول على تموينه الشهري، ليسارع بالذهاب إلى منزله ويحصل على بطاقته ثم يتواصل مع فردا آخرا يحصل له على طلباته ثم يعيده إليه، بدون أي مقابل مادي على الإطلاق.
"أنا مقدر الظروف اللي احنا فيها، علشان كده قولت أساعد غيري ففكرت في الكبار اللي مش قادرين ينزلوا من البيت".. هكذا بادرت الفكرة إلى ذهن "كمال"، وفقا لحديثه لـ"الوطن"، مضيفا أنه طلب من الجميع التواصل مع كبار السن الذين لا يمتلكون حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنحهم رقمه الخاص لطلب كل ما يحتاجون له منه "سواء خضار أو هدوم أو طلبات يومية"، حتى لا يتعرضون لخطر الإصابة بالفيروس.
هشام: هوصلهم الخضار أو الهدوم أو أي حاجة من الطلبات اليومية بدل ما ينزلوا
يتمنى "كمال" أن ينفذ المبادرة في مختلف أنحاء القاهرة لتلبية كل ما يحتاجه كبار السن حتى ممن يحتاجون للمال، مؤكدا أنه لا يتحدى الإصابة بالفيروس من خلال تناول الأطعمة والمشروبات المقوية للمناعة والامتناع عن أي أمور مضرة كالتدخين، قائلا: "يعني مش هقدر ألبس جوانتي علشان طبيعة شغلي.. وسايب كله على الله".
لم تكن تلك هي العمل الخيري الأول لمندوب التوزيع، حيث إنه قبل أشهر قليلة عثر على طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة تائها من أسرته في الطريق الدائري ليتجول معه في جميع الأنحاء بحثا عنهم لحين إعادته سليما لهم، كما أنه قرر المشاركة اليوم مع عدد من أبناء منطقة أرض اللواء لتعقيم المساجد والكنائس لحماية الآخرين من خطر الإصابة بالفيروس.
تعليقات الفيسبوك