إيطاليا تتخلص من ضحايا كورونا بالحرق
تحولت إلى حجر صحي كبير، فالتوابيت تملأ المستشفيات والمشارح تحولت لمقابر، ذلك هو حال دولة إيطاليا حاليا، والتي أصبحت تحتل المركز الثاني في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بعد الصين، بعد أن بلغ عدد المصابين بها أكثر من 27 ألفا بينما توفي أكثر من 2000 شخص.
وأصبحت الصحف المحلية الإيطالية، ممتلئة بصفحات النعي، إذ ترواحت بين صفحتين إلى 10 صفحات، وفي بعض الأحيان يدرج أكثر من 150 اسمًا، فيما يشبهه رؤساء التحرير بنشرات الحرب، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ويتم نقل المصابين في سيارات الإسعاف بشكل مستمر، وإذا ماتوا يتم عزلهم في عنابر مغلقة حيث لا يسمح حتى لأقرب أقربائهم بزيارتهم أو رؤيتهم، وتجري العديد من الجنازات بحضور الكاهن وموظف الجنازة فقط ، بينما يواجه أفراد الأسرة قيودًا على التجمع أو البقاء في الحجر الصحي أو أنهم مرضى للغاية، وقد مات الكثيرون في إيطاليا، حتى أصبحت هناك قائمة انتظار للدفن والحرق.
وقالت مارتا تيستا، البالغة من العمر 43 عاما، وتعيش في الحجر الصحي الإجباري يمدينة "بيرغامو"، إن والدها البالغ من العمر 85 عاما، توفي يوم الأربعاء الماضي بسبب الفيروس، وأعربت عن حزنها الشديد قائلة "أعتقد أن الوضع أسوأ من الحرب، أبي ينتظر أن يدفن، ونحن هنا ننتظر أن نقول له وداعا".

وأضافت "تيستلا"، أن والدتها هي الأخرى مصابة بالفيروس القاتل، إلا أنها في سبيلها للتعافي التام: "إن الحزن مرحلة تتطلب القرب، لكن حزننا كان يجب أن يأتي عبر الهاتف"، ويجلب أشقاء "تيستلا" الطعام إلى والدتهم، ويتركوه على عتبة بابها الأمامي.
وأشارت إلى أنه في الوقت الحالي، تعيش أسرتها في حالة معلقة ولا يعرفون كيف يودعون من فقدوهم.
وذكرت دانييلا تايوتشي، البالغة من العمر 49 عاما، وتساعد في التعامل مع نعي الصحيفة المحلية "ليكو دي بيرغامو"، أن الأمر يبدو كما لو أن قنبلة كيميائية انفجرت، ومدينة "برغامو" تقف أيضًا كإشارة تحذير حول كيفية انفجار حالات الإصابة بالفيروس التاجي، إذا لم يتم وضع القيود بسرعة.
وتعاملت إيطاليا مع نقطة ساخنة أولية للفيروس في مقاطعة "لودي"، من خلال وضع 10 مدن صغيرة تحت الإغلاق قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، لكن الحكومة انتظرت فترة أطول لوضع تدابير مماثلة في مكان آخر، ولدى "برغامو" حاليا ثلاثة أضعاف عدد حالات الفيروس التاجي الموجودة في مقاطعة "لودي".
وقالت كلوديا سكوتي، صاحبة دار للجنائز، إن المؤسسات الصحية تنهار :"لم نكن مستعدين على الإطلاق لحالة طارئة من هذا النوع"، وفي بلدة "نيمبرو" الصغيرة لقي 70 شخصا حتفهم في الأيام الـ 12 الماضية، وفقا لصحيفة كورييري ديلا سيرا.
ومعظم المتوفين في السبعينيات أو الثمانينيات من أعمارهم، ونعيهم لا يذكر سبب الوفاة، إذ أن 90 % بسبب الفيروس التاجي، وفي جميع أنحاء البلاد، تم تعليق الجنازات داخل الكنائس، وهو جزء من القيود المطلقة للحكومة على التجمعات.
وبالنسبة للعائلات سُمح للبعض في "بيرغامو"، بالالتقاء لدفن أقاربهم، كما أغلقت المدينة المقابر بالكامل، خوفًا من أن يأخذ السكان وسائل النقل العام، ويزورون قبور أولئك الذين لقوا حتفهم وينشروا الفيروس بأنفسهم، الأمر الذي دعا مكتب رئيس البلدية للتشجيع على حرق جثث الموتى، وابتداء من يوم الأربعاء الماضي، بدأت محرقة الجثث المحلية تعمل على مدار الساعة، حسبما ذكر فرانشيسكو أليفا، المتحدث باسم رئيس البلدية.
تعليقات الفيسبوك