بين الحين والآخر تتصاعد حالات الانتحار باستخدام حبوب الغلال السامة خاصة بالقرى الريفية، آخرها الواقعة بمحافظة الشرقية، إذ لقيت طالبتين بالإعدادية مصرعهما فيما أصيبت أخرى، بعد اتفاقهن على الانتحار بسبب مرورهن بأزمة نفسية بسبب التفكك الأسري.
حالات أقدمت على الانتحار بـ"الحبة القاتلة"
ولم تكن تلك أول حالة تلجأ إلى "حبوب الغلال القاتلة" من أجل الانتحار، ففي يناير الماضي أقدم شاب على الانتحار في محافظة كفر الشيخ متناولا إياها بسبب حزنه على حبيبته، التي أقدمت هي الأخرى على الانتحار بنفس المادة قبل يومين، لرفض أسرتها زواجهما.
وتعود القصة إلى "سمير ولبنى"، شاب وفتاة مقيمان بإحدى قرى مركز بلطيم التابع لمحافظة كفرالشيخ، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قصة حبهما وموتهما، فأكد مغردون أنهما ارتبطا ببعض عاطفيا، إلا أن أهل الفتاة رفضوا زواجهما وأجبروها على الزواج من شاب آخر.
لم تتحمل الفتاة البعد عن حبيبها حتى بعدما ارتدت "الفستان الأبيض" وزُفت للآخر، أيام معدودة وطلبت الطلاق الذي تم وفقاً لرواية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فتقدم حبيبها لخطبتها للمرة الثانية، إلا أن اهلها رفضوه، الأمر الذي جعل الفتاة تنتحر ليلحق بها حبيبها، ويترك رسالة عبر صفحته الشخصية على فيس بوك، تداولها المغردون.
وفي أبريل الماضي، تناولت ثلاث فتيات بمركز كفر الدوار في محافظة البحيرة، "الحبة القاتلة" حين قررن الإقدام على الانتحار إثر مرورهن بأزمة نفسية.
كما انتحرت ربة منزل بمركز إيتاي البارود في البحيرة، يناير الماضي، بتناول حبوب حفظ الغلال السامة لمرورها بحالة نفسية سيئة بسبب خلافات أسرية، فيما استخدم سائق توك توك بقرية نكلا العنب التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، تلك الحبوب في ديسمبر عام 2018، نظرا لمروه بحالة نفسية سيئة.
نقيب الفلاحين: "حبوب حفظ الغلال" منعت في دول عربية لقتلها للأطفال
وعن أضرار حبوب "حفظ الغلال السامة" التي كانت سببا في نهاية حياة هؤلاء الفتيات، أوضح الحاج حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين، أن خطورة تلك الحبة القاتلة ترجع لسهولة استخدامها في المناطق الريفية، خصوصا أنه يجرى الاعتماد عليها؛ لمواجهة تسوس القمح، لكن بشرط أن يتوافر لها الأمصال المضادة ولأي مبيد سام يجري استخدامه، مؤكدا ضرورة مراعاة ألا يقع ذلك المبيد في أيدي الأطفال.
وسرد حسين أبو صدام، لـ"الوطن"، مجموعة من المعلومات عن تلك "الحبة القاتلة"، موضحا أن اسمها العلمي هو "الألومنيوم فوسفيد"، وتستخدم لمنع التسوس بمحصول القمح بجانب حفظ الغلال والحبوب، ويدخل في تصنيعها مادة "فوسفيد الزنك"، وجرى حظر استخدامها في العديد من الدول العربية، نظرا لتسببها في ارتفاع الوفيات بين الأطفال، مضيفا أن "حبوب الغلال" تسجل كمبيد حشري بوزارة الزراعة، وليس هناك أي محاذير على استخدامها.
وشدد على أهمية تقنين بيع تلك المواد السامة بجانب اللجوء لحفظ الغلال بالطريق الطبيعية بعيدا عن المبيدات الحشرية مثل التبخير، مشيرا إلى أن انتشار حالات الانتحار بسببها ليس سببا كافيا لمنعها، نظرا لأن المنتحر سيبحث عن أكثر من طريقة لتنفيذ ما يريد، فلابد من زيادة التوعية الدينية بخطورة الانتحار.
تعليقات الفيسبوك