بعد رحلة عمل طويلة فى إحدى شركات البترول، خرجت «أميرة» على المعاش، تملك منها الملل، خاصة بعد أن زوجت أبناءها، وأصبحت سجينة المنزل، فقرّرت التمرّد على نمط حياتها البطىء بالتطوع الخيرى، لتصبح أكبر متطوعة فى مؤسسة الزهروان الخيرية، وتباشر مهامها، وكأنها شابة فى العشرين.
«كفاية إحساس إنى باعمل حاجة حلوة، فيها خير للناس، بدل قعدة البيت»، تحكى «أميرة»، التى توفى زوجها وهى ابنة الـ40 عاماً، وبدأت تكافح بمفردها لتربية الأبناء واستكمال تعليمهم، حتى أتمت رسالتها، وخرجت على المعاش، ولم تجد فرصة لاستغلال وقتها سوى التطوع ضمن فريق المؤسسة الخيرية، لتكون مسئولة عن بيع المفروشات: «بقى عندى خبرة فى الملايات والفوط، وباكون سعيدة وأنا وسط بناتى هنا».
على مدار 15 عاماً، تحمل «أميرة» لقب متطوعة، بدأت بتحفيظ القرآن، ثم انتقلت للمشاركة فى المعارض الخيرية: «بدأت والمؤسسة كانت لسه مش معروفة، كبرنا وبقينا متطوعات فى الخير، وده شعور لا يوصف، روحى خلاص بقت متعلقة بالمكان».
تعرّضت «أميرة» لوعكة صحية جعلتها تخضع لعملية فى مفصلها، ولزمت الفراش فى بيت ابنها الأكبر، مما منعها لفترة من الذهاب إلى المؤسسة: «جالى اكتئاب، وكنت باعيط بالدموع علشان أرجع، رغم إنى كنت مركبة مفصل فى فخذى».
تتردّد المتطوعة النشيطة على المؤسسة ثلاث مرات أسبوعياً، للمشاركة فى الفعاليات المختلفة، التى تجلب لها السعادة وراحة البال، وتعوضها عن شعور الوحدة: «التطوع إحساس جميل، ومش مرتبط بسن معينة، كفاية أحس إنى لسه عايشة».
تعليقات الفيسبوك