عمر كامل من الذكريات والأحداث، فقدته سيدة بريطانية، وأصبحت لا تعرف من هم أبنائها أو أسرتها وأي شئ عنهم، صدمات كثيرة تعرضت لها السيدة الخمسينية، وكان أكثرها خوفا، هو فقدانها لشكل ابنتها الصغيرة، حيث عندما ذهبت لاصطحابها للحضانة كادت أن تاخذ طفلة شخص آخر، بسبب إصابتها بمرض عمى الوجه.
وكانت ماري سيلسزيرشيك، صاحبة الـ58 عاما، والتي تعيش في مدينة هال البريطانية، تعرضت لنوبة شديدة من الصداع النصفي منذ 22 عاما، فقدت على أثرها الوعي ودخلت في غيبوبة، وبعد ثلاثة أشهر استيقظت ووجدت أنها لا تعرف شيئا عن عائلتها، وأخبرها الأطباء أنها مصابه بـ"عمى الوجه"، أو فيما يعرف باسم "البروبوسانيا"، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
وفيما يلي، معلومات عن مرض "عمى الوجه"، وكيفية الإصابة به وعلاجه ، وفقا لموقع "medicinenet" الأمريكي، وهيئة الصحة البريطانية.
عمى الوجه "Prosopagnosia"
مرض "prosopagnosia" أو عمى الوجه، هو اضطراب عصبي بالدماغ يصاب المريض به بعدم القدرة على التعرف على الوجوه، ومصطلح "prosopagnosia" يأتي من الكلمات اليونانية لـ "الوجه" و"نقص المعرفة".
أسباب الإصابة بالمرض
يُعتقد أنه ناتج عن تشوهات أو تلف أو ضعف في التلفيف المغزلي الأيمن، وهو طبقة في الدماغ تنسق النظم العصبية التي تتحكم في إدراك الوجه والذاكرة.
كما أن يمكن أن يصاب الشخص بالمرض نتيجة لإصابته بسكنة دماغية، أو إصابة مؤلمة بالدماغ، أو بعض الأمراض التنكسية العصبية، وبعض الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب غير قادرين على التعرف على وجوههم الخاصة بالإضافة إلى وجوه الأخرين.
وفي بعض الحالات يكون المرض عبارة عن اضطراب خلقي منذ الولادة، ويكون على الأرجح نتيجة لطفرة جينية، وغالبًا ما تتواجد درجة من المرض لدى الأطفال المصابين بالتوحد ومتلازمة "أسبرجر"، وقد يكون السبب في ضعف نموهم الاجتماعي.
أنواع المرض
Developmental prosopagnosia
وفيه يعاني الشخص من المرض دون التعرض لتلف في الدماغ.
وأشارت العديد من الدراسات، إلى أن ما يصل إلى شخص واحد من كل 50 شخصًا قد يصاب بعمى الوجه المتقدم، والذي يعادل حوالي 1.5 مليون شخص في المملكة المتحدة، ومعظم المصابين يفشلون في تطوير القدرة على التعرف على الوجوه.
وهناك أشخاص يولدون بالمرض ولا يكون لديهم مشاكل على الإطلاق، وقد يكون السبب وراثيا في العائلات.
Acquired prosopagnosia
ويصاب به الأشخاص بعد تعرضهم لتلف بالمخ، وغاليا ما يحدث ذلك نتيجة للسكتة الدماغية أو إصابات قوية بالرأس، ويعد ذلك النوع من المرض نادر الحدوث.
وتحدث الإصابة بالمرض بعد حدوث تلف في الدماغ في مرحلة الطفولة المبكرة، قبل أن يتمكن الطفل من تطوير القدرة على التعرف على الوجوه بالكامل، فقد يكبرون دون أن يدركوا أنهم غير قادرين على التعرف على الوجوه كما يمكن للآخرين.
ولا يرتبط ذلك النوع بالمرض، بمشاكل الذاكرة أو فقدان البصر أو صعوبات التعلم، لكنه يرتبط أحيانًا باضطرابات النمو الأخرى، مثل اضطراب التوحد ومتلازمة تيرنر ومتلازمة وليامز.
التشخيص
إذا تعرض الشخص لمشكلات في التعرف على الوجوه، فيجب الذهاب إلى أخصائي علم النفس العصبي الإكلينيكي، حيث سيتم عمل مجموعة من الاختبارات لقياس القدرة على الوجوه، فعلى سبيل المثال قد يعرض الطبيب على المريض مجموعة من الصور لوجوه لم يراها من قبل، قبل أن يعرض مجموعة أخرى لوجوه أشخاص مشاهير، ثم يطلب من المريض إيجاد أوجه التشابه والاختلاف بين مجموعتي الصور، مثل العمر والجنس أو التعبيرات العاطفية، وإذا فشل الشخص في التذكر والتعرف عليهم، فذلك يؤكد الإصابة.
العلاج
لا يوجد علاج محدد للمرض، ولكن يمكن العمل على تطوير استراتيجيات تعويضية، حيث يمكن إعادة تدريب البالغين الذين يعانون من "عمى الوجه" نتيجة للسكتة الدماغية أو صدمة الدماغ، لاستخدام أدلة أخرى لتحديد هوية الأفراد.
ويُعتقد أن الاستراتيجيات التعويضية التي تساعد في التعرف على الأشخاص، أو التقنيات التي تحاول استعادة آليات معالجة الوجه الطبيعية، قد تنجح مع بعض الأشخاص الذين يعانون من نوعي المرض، كما أن هناك عدة عوامل تتحكم في مدى فعالية إعادة التأهيل، مثل عمر الشخص الذي أصيب فيه دماغه بأضرار، نوع وشدة إصابة الدماغ وتوقيت العلاج.
ومن الممكن أن يعتمد الشخص المصاب بالمرض على التعرف على الآخرين من خلال أصواتهم أو ملابسهم أو طريقة مشيتهم.
تعليقات الفيسبوك