أسود السودان
قبل نحو 10 أيام، لاقت صور جرى تداولها لبعض الأسود في السودان تعاطفا كبيرا من رواد السوشيال ميديا، إذ جرى احتجاز 5 أسود بأقفاص بحديقة حيوان القرشي، في العاصمة السودانية الخرطوم، لكنهم يعانون من نقص في الغذاء والدواء، فضلا عن إهمال شديد حتى بدت تشبه الهياكل العظمية، ويخضعون حاليا إلى علاج لإنقاذهم.
وتحظى الآن الأسود السودانية برعاية من أطباء بيطريين وخبراء في الحياة البرية، يتبعون مؤسسة "فور بوز إنترناشونال"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، نقلا عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وجاء التحرك من أجل العناية بتلك الحيوانات بعدما نفوق أحدهم في الحديقة الأسبوع الماضي، وسط مخاوف بأن تلحق به بقية الأسود.
وأطلق رواد السوشيال ميديا حملة لإنقاذ الأسود الـ5، وتعاطف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع الصور، فكتب أحدهم: "ارتعشت عندما رأيت هؤلاء الأسود في الحديقة، عظامهم تبرز من الجلد".
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال أمير خليل، مدير مهمة إنقاذ الحيوانات في "فور بوز إنترناشونال"، إنّ الأسود كانت تعاني الجفاف، مشيرا إلى أنّ أوزانها كانت أقل من ثلث الوزن الطبيعي لحيوانات في نفس العمر، متابعا: "عضلات الحيوانات لم تكن قادرة على الحركة، لا أعرف كيف سيمكننا حقن الأدوية بها، لا أفهم لماذا لم يكن أحد يعتني بغذائها".
من جانبه، قال مدير الحديقة بدر الدين وسيم، إنّ الخطوة ستفتح الباب أمام تطوير الحديقة كما وعد بالتحقق من أنّ صحة الأسود تتحسن.
والأسود الهزيلة تنتمي إلى سلالات مهمة لا تتواجد سوى في مناطق محدودة، بما في ذلك جنوب شرق السودان وإثيوبيا، وفقا لخالدة سليمان محجوب، من مركز بحوث الحياة البرية في السودان.
وتُصنف الأسود الأفريقية كنوع من السلالات "الضعيفة" من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وانخفض تعدادها 43% بين عامي 1993 و2014، مع نحو 20 ألفا فقط على قيد الحياة في الوقت الحالي.
وتُمول الحديقة الموجود بها الأسود، جزئيًا من قبل جهات خاصة، ويعتبر السودان في خضم أزمة اقتصادية متفاقمة، يقودها ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص العملات الأجنبية.
وعن تدهور الوضع في الحديقة، أجرى مراسل وكالة "فرانس برس" جولة في الحديقة، ووصف الوضع وقتها بأنّ أحد الأسود كان مربوطا بحبل، وجرى تغذيته بالسوائل من خلال تقطيرها في فمه، وأنّه تعافى من الجفاف.
تعليقات الفيسبوك