مكتب ذو إضاءة هادئة، مجموعة من الأوراق والأقلام موضوعة بانتظام، كوب من الشاي الساخن الذي تكاد حرارته تنافس الحرارة المتدفقة في رأسه، ليبدأ عمرو عاطف، في إطلاق العنان لخياله، وتصور العالم أصبح نسائيا، والمرأة هي المسيطرة على كل شئ، بينما يجلس الرجل في المنزل لرعاية الأولاد وطهو الطعام والاستراحة، ريثما تعود زوجته من العمل، لتخرج في النهاية رواية "مبروك جوزك حامل" المشاركة في معرض الكتاب 2020.
روى "عمرو"، صاحب الثلاثين عاما لـ"الوطن"، فكرة عنوان كتابه المثير للجدل، "لاحظت تبادل الأدوار بين الراجل والست"، فالمرأة أصبحت هي رب البيت وهي من تصرف على المنزل وتعول أسرتها، بينما يجلس الرجل في المنزل لا يفعل شيئا ومعتمدا على نقود زوجته باعتبار أنهما "واحد"، ولا فرق بين الرجل والمرأة، كما أن هناك بعض السيدات التي تحاول إلغاء سيطرة الرجل عليها ووجوده تماما وتحقيق طموحاتها على حسابه، فيما يسئ بعض الرجال مفهوم فكرة السيطرة والقوامة، "فكرة العنوان جاتلي لما كتبت جملة مبروك يا مدام جوزك حامل".
وعن الكتاب فهو رواية متكاملة بها العديد من الشخصيات والتي لكل منها مدلولا، وفقا لوصف الشاب الثلاثيني، فمثلا البطلة "سيدة" لأنها تريد تملك زوجها وسيطرة النساء على العالم، البطل "أمين" لأنه أمين في حبه وعلاقته وصادقا دائما مع الطرف الآخر، بينما "حنان" هي شخصية عطوفة ورمز للحنية والأنوثة لدى الكثير من السيدات والفتيات، و"إيمان" و"عادل" هما طرفا المعادلة المثالية، ويمثلان العلاقة التي يفترض أن تكون منذ قديم الأزل بين الرجل والمرأة، فلكل منهما كيان منفصل، إلا أنهما يتفقان على حرية بعضهما وصيانة منزلهما ورعاية أطفالهما.
بداية "عمرو"، في الكتاب كانت منذ أربعة سنوات، إذ حاول أن يبين أن الكون أصله الاختلاف، وكل رجل وفتاة مختلفان في طباعهما وأفكارهما، ولكل منهما مميزاته وعيوبه التي يكملان بهما بعضمهما البعض دون سيطرة أحدهما على الآخر "الكون نسبي جدا، مفيش حاجة اسمها الرجالة كلهم وحشين، ولا الستات كلها وحشة، لكن في راجل بمعنى الكلمة وراجل تاني لا يتسحق الكلمة دي ونفس الشيء بالنسبة للستات".
"الراجل والست عاملين زي طرفيي المعادلة لازم واحد يبقى سالب وواحد يبقى موجب علشان الحياة تمشي".. رسالة أراد الكاتب الشاب والذي يشارك في معرض الكتاب للمرة الأولى، أن يوصلها إلى القراء، وأنه لا ينبغي أن يكون هناك طرف شديد السلبية وطرف شديد الإيجابية، وإنما خير الأمور الوسط، "كل طرف ليه مميزاته وله قوته ونقط ضعفه اللي ربنا خلقه بيها، والاختلاف ده هيبقى قوة للرجل والست لو أتوظف صح وفي مكانه، لو الاختلاف ده بقى عكس بعض وكل طرف خد وظيفة التاني في الحياة هيبقى فيه انهيار للمنظومة الاجتماعية".
تعليقات الفيسبوك