رغم كونها مدينة تتسم بالهدوء والجمال، إلا أن بعض الأحداث التي شهدتها مدينة "باركرسبرج"، في الماضي، ما زالت تؤرق السكان وتثير مخاوفهم، وتساهم في نفس الوقت في جذب السياح والمهتمين بالخوارق إلى المدينة، وبالتحديد إلى منطقة محددة، هي مقبرة "هوليداي" وفندق "رولاند"، الواقعان على الحدود الشرقية للمدينة، وفقاً لما ذكره موقع "List Verse" الإلكتروني.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت ولاية "وست فيرجينيا"، تشتهر بمناجم الفحم، وهذا جعل الولاية مقصدا للعمال ورجال الأعمال من مختلف الولايات الأخرى، وأدى إلى زيادة في حركة الانتقالات، خاصة على السكك الحديدية، التي كانت هي وسيلة الانتقال المفضلة للعمال الفقراء للانتقال مسافات طويلة عبر البلاد، ومن بين المحطات الرئيسية الهامة على خطوط السكك الحديدية بالولاية مدينة "باركرسبرج".
كان فندق رولاند، مكاناً مفضلاً للمسافرين الذين يريدون المبيت في "باركرسبرج"، لقربه الشديد من محطة القطار، وذلك جعله ممتلئا دائما بالعمال والتجار، الذين روى بعضهم حكايات عن مشاهدتهم لكائنات مخيفة، وصفوها بأنها ليست أشباحا أو أرواح موتى، وإنما تبدو كجثث بشر متحللة وضخمة، متشحة بقماش يبدو كالكفن، تنبعث منها رائحة شديدة السوء شبيهة برائحة العفن والموت، وتصدر أصواتا شبيهة بالأنين.
في البداية، لم يعرف الناس كنه هذه الكائنات الخبيثة، إلا أنه عندما انتشرت الأخبار ووصلت القصة إلى باقي المدن والقرى، جاءت الإجابة الصادمة، هذه غيلان، لابد وأنها أتت من مقابر قريبة، حيث يفترض أنها تتغذى على أجساد الموتى، وفي روايات أخرى أنها تتغذى على الأحياء أحياناً.
إحدى القصص الشهيرة التي وصفت مطاردة بين اثنين من العمال والغيلان، حدثت عام 1888، حين اتجه العاملان إلى فندق رولاند، لقضاء ليلتهما انتظارا لمواصلة رحلة عودتهما لقريتهما على قطار اليوم التالي، حين شاهدا على الأضواء الخافتة، خيال شخص طويل، يبدو كمن يرتدي ملاءة أو عباءة، وعندما اقترب منهما سمعا صوت تأوه وأنين خافت، ليس كأنين البشر، جمد الدم في عروقهما، قبل أن تصلهما الرائحة الخبيثة، التي وصفوها بأنها كرائحة الموت نفسه، وأنها كادت تصيبهما بالاختناق.
تسمر العاملان في مكانهما بفعل الصدمة، وبقيا يشاهدان كالمنومين، ذلك الشيء الكريه المخيف يقترب مهما، قبل أن يسمعا صوت تأوه مختلف قادم من اتجاه آخر، لينظرا ويجدا شخصا آخر تبدو هيئته كسابقه، إلا أن صوته كان بين الآهات والصراخ، ولكن بشكل غير آدمي.
عند تلك اللحظة، استفاق العاملان من صدمتهما واستدارا لينطلقا بأسرع ما يمكن لأرجلهما أن تجري، وقد جعلهما الرعب كالمجانين، وظلا يسترقان النظر إلى الوراء ليجدا كلا من الغولين مازالا يتحركان باتجاهها، واستمر العاملان في فرارهما حتى وصلا إلى فندق "رولاند"، حيث دخلا إلى الباب الرئيسي، ووقفا يشاهدان الغولين يقفان على مبعدة من المبنى، ويستديرا ببطء مخيف، ليعودا مرة أخرى بالاتجاه الذي أتيا منه، والذي اتضح أنه الاتجاه المؤدي إلى مقابر "هوليداي"، التي يقال أنها مدفون بها العديد من الفقراء ومجهولي الشخصية والمجانين.
مازالت قصص العاملين مع الغيلان، تثير فضول ورعب العديد من الناس حتى وقتنا هذا، حيث تعتبر مقابر "هوليداي" بمدينة "باركرسبرج"، من أكثر الأماكن المرتبطة بوجود الغيلان في الولايات المتحدة الأمريكية وقارة أمريكا الشمالية عموما، وحتى في عصرنا الحالي مازال هناك الكثيرون الذين يجتنبون المرور من هناك في الأوقات المتأخرة من الليل، أو حتى في مناطق الغابات القريبة من تلك المقابر، فحتى لو كانت تلك القصص مشكوك في صحتها بشكل كبير، فإن فكرة مقابلة غول في مكان مقفر من الأفكار غير المحببة إلى النفس.
تعليقات الفيسبوك