يخشى كثير من الكتاب والمبدعين على حريتهم ومشروعهم الأدبي من اتخاذ قرار الزواج، وقد يرجئون القرار عاما بعد عام، وقد يتخذون قرارا بالعزوف عن الارتباط نهائيا، وكان الأديب العالمي نجيب محفوظ أحد هؤلاء، الذين تخوفوا على مشروعهم الأدبي من التزامات الزواج، رغم إلحاح والدته عليه، ودفعها له لخوض عدد من مشاريع الزواج، إلا أنه كان يرفض مرة تلو الأخرى، حتى تزوج وعمره 43 عاما.
تخوف محفوظ من الزواج ودخول عش الزوجية وتقييمه التجربة بعد المعايشة على أرض الواقع، يرويها الأديب العالمي ضمن حوار مطول للكاتب جمال الغيطاني، لجريدة "الشرق الأوسط"، وقد نُشر الحوار إضافة إلى تسجيلات إضافية في كتاب بعنوان "المجالس المحفوظية" الصادر عن دار نهضة مصر للنشر، للكاتب جمال الغيطاني، حيث جرى تسجيل هذه المجالس عام 1978 في كازينو كليوباترا بشارع الجبلاية ومقهى الفيشاوي، بدءا من يونيو حتى أكتوبر، حسب الغيطاني.
يقول "محفوظ": "تزوجت فى عام 1954 خلال توقفي عن كتابة الرواية في فترة اليأس الأدبي، والتي بدأت في 1952، بعد كتابة الثلاثية"، متابعا: "تزوجت وأنا سيناريست أكتب للسينما، من الممكن أن يكون الفراغ الذي كنت أعانيه قد لعب دورا كبيرا وإلا.. فما الذي كان يخيفني من الزواج قبل ذلك؟ إنه الأدب، وهذا تصور خاطىء، وتفاصيله مكتوبة في يومياتي التى كنت أدونها يوما بيوم، ثم توقفت عن الاستمرار فى كتابتها، وعندما أعود إلى قراءتها الآن، أجد ما يدهشني".
يضيف "محفوظ": "لم يكن تصوري صحيحا، كنت أناقش نفسي في يومياتي، هل أتزوج أم لا؟ تماما كالأزمة التى مررت بها فى الثلاثينات، الأدب أم الفلسفة؟ ثم حسمت الصراع بقرارى ألا أتزوج، وكنت أقول أن الزواج سيحطم حياتي الأدبية، وانتهى إلى قرار برفض الزواج فيما بعد، بعد أن استعدت حياتي الأدبية واستأنفت الكتابة، أعتقد أن حياتي الزوجية قد ساعدتني وليس العكس".
يؤكد: "كانت أمى تلح عليّ فى الزواج، رتبتْ لي مشاريع عديدة، زيجات معقولة ولا بأس بها وأرفض".
وعن طريقة زواجه، يقول: "كنت أعرف صديقا، كما أعرفك- مخاطبا الغيطاني- وفي أحد الأيام يعرفني بزوجته، وأخت زوجته، وأجد نفسي أتزوج شقيق امرأته، هكذا تم الزواج بالفعل"، ليتزوج الأديب العالمي بالسيدة عطية الله إبراهيم، يستمر زواجهما ما يزيد على نصف قرن (من 1954، إلى رحيله فى 2006).
تعليقات الفيسبوك