بعد انتشار مجموعة من الفيديوهات لأصوات غريبة صادرة من البحر بعدد من الشواطئ بمحافظة مطروح وواطئ ليبيا والجزائر، وحديث الناس على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن هذه الأصوات هي للحوت الأزرق، أدلى عدد من المسؤولين والمتخصصين بتصريحات يؤكدون فيها عدم صحة مقاطع الفيديو المتداولة.
كانت مجموعة من المواقع الإلكترونية الليبية والجزائرية قد نشرت أخباراً ومقاطع فيديو قال البعض أنها للحوت الأزرق، الذي يهاجر لمناطق المياه الدافئة، مثل شواطئ ليبيا وجنوب البحر المتوسط، في موسم التزاوج، إلا أن مقاطع الفيديو اتضح أنها قديمة ومركبة، حيث نشر عدد من المواقع والصفحات العلمية الليبية، من بينها مجموعة "رؤية" لهواة علم الفلك، التي طالبت الناس بتحري الدقة والعقلانية، وسألت متابعيها على موقع "فيسبوك" إذا كان أحداً منهم سمع من قبل أي صوت مشابه على الشواطئ الليبية.
تصريحات المسئولين والخبراء المصريين كانت هي الأخرى مشككة في صحة الادعاءات والفيديوهات المتداولة على شبكة الإنترنت، فقد نفى الدكتور أحمد النمر، عميد المعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية، إمكانية أن يكون الصوت المسموع في الفيديو خاص بالحوت الأزرق، معلقًا خلال حديثه مع "الوطن"، "من أين علم الناس أنها أصوات حيتان؟!"، مضيفاً أن الحيتان التي يتم تداول مقاطع فيديو لظهورها في المياه المصرية قد تكون في الحقيقة للدرافيل، التي يمكن أن يصل طولها إلى 2 متر و70 سم، لافتاً أنه لا يستطيع تأكيد أو نفي أن تلك الأصوات المنتشرة بالفيديوهات تعود إلى حيتان، وأن انتشار الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي يساهم في إحداث حالة من البلبلة.
وأكد الدكتور إبراهيم أمين، رئيس معمل الطبيعة البحرية ومركز البيانات البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار، خلال حديثه مع "الوطن"، أن وجود كائن بحري ضخم مثل الحوت الأزرق بالبحر المتوسط هو أمر مستبعد، فمن الصعب لهذا الحوت الضخم أن يعبر مضيق جبل طارق الفاصل بين المحيط الأطلنطي والبحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن هناك احتمالا لتواجد أعداد من الحيتان في المنطقة الواقعة بين مرسى مطروح وسيدي براني، على بعد 12 ميل، إلا أنها أنواع أخرى من الحيتان، وليست من نوع الحوت الأزرق.
كما أكد دكتور إبراهيم أمين أنه إضافة لعدم تواجد الحوت الأزرق بمياه البحر الأبيض المتوسط، فإن أصوات الحيتان لا يمكن للبشر سماعها، إلا في حالات نادرة جداً تحت سطح البحر، وأن الاستماع لأصوات الحيتان يتطلب أجهزة خاصة، وذلك لاختلاف الطول الموجي لهذه الأصوات عن المدى الصوتي للجهاز السمعي للبشر.
على الرغم من عدم صحة مقاطع الفيديو الخاصة بظهور الحوت الأزرق بالسواحل المصرية على البحر الأبيض المتوسط، إلا أن ذلك الحوت العملاق قد زار المياه المصرية من قبل، وذلك في مايو الماضي، عندما ظهر حوت أزرق قرب سواحل خليج العقبة بالبحر الأحمر، في واقعة أثارت اهتمام وسائل الإعلام والمتخصصين في علوم البحار، بخاصة مع تأكيد وزارة البيئة حقيقة ظهور الحوت بالمياه المصرية، وإصدار الدكتور خالد فهمي وزير البيئة توجيهاته لفرق الرصد الميدانية بمحميات البحر الأحمر وجنوب سيناء بتتبع مسار الحوت وتصويره ودراسة أسباب دخوله لمياه البحر الأحمر.
الحوت الأزرق هو أكبر الكائنات الحية حجماً ووزناً على سطح الأرض، حيث يصل طوله إلى 35 مترا، وأعلى وزن تم تسجيله بلغ 173 طنا، يتميز بأن لونه أزرق رمادي مع بطن تميل إلى البياض، وتم وضعه تحت الحماية عام 1996، بعد أن أصبح من الحيوانات المهددة بالانقراض نتيجة الصيد، حيث قدرت أعداده في العالم كله عام 2002 بما يتراوح من 5 آلاف إلى 12 ألف حوت.
تعليقات الفيسبوك