كان يعمل منفذ عمليات بإحدى شركات الأوراق المالية، يُعرف بأناقته المعهودة، وهيئته المهندمة، لكن ظروف عمله الحالية أجبرته على التخلى عن هذه الأناقة، استبدل البدل وربطات العنق بـ«تيشيرت نص كم»، وبنطلون أسود واسع وطاقية سوداء، أصبح بائعاً متجولاً، يبيع تحفاً خشبية مصنوعة يدوياً على أحد أرصفة وسط البلد.
أحمد جمال، 39 عاماً، بائع متجول، يحكى لزبائنه جزءاً من سيرة عمله الماضى، افتخاراً بها: «كنت موظف قد الدنيا، وكل الناس كانت بتحترمنى، وكل يوم بلبس بدلة شكل، وضعى اتغير وحالتى اتدهورت، بعد ثورة يناير سِبت شغلى»، اضطر «جمال» حينها إلى العمل فى أى وظيفة، آخرها بائع تحف، يقوم شقيقه بتصنيعها له: «أخويا الصغير فى كلية فنون تطبيقية، ولما لقانى مش لاقى شغل واتمرمطت آخر كام سنة، بقى بيعمل لى التحف دى وأنا أقف أبيعها وبحاسبه بالقطعة».
«برج القاهرة، برج إيفل، سفن، بيانو، سيارات قديمة».. بعض التحف المعروضة بأسعار تتراوح بين 25 و80 جنيهاً، حسب الشكل والحجم. تعرّض «جمال» لنوبة اكتئاب وحزن شديد بسبب تركه لوظيفته، حتى إنه كان لا يفارق غرفته بالمنزل: «بعد ما الدنيا ضاقت عليا والجوع قرصنا أنا وعيالى فى البيت سِبت كبريائى على جنب ونزلت اشتغلت بياع فى الشوارع»، أصبح يحسّن حالته المزاجية بالتقرب إلى البائعين الآخرين المحيطين به، وأحياناً بتغيير مكانه من رصيف إلى آخر.
تعليقات الفيسبوك