تناول الزبادي بشكل يومي يساعد على تجنب خطر الإصابة بسرطان الرئة
يبدو أن تناول الزبادي بشكل منتظم، كجزء ثابت من النظام الغذائي، قد يكون له فوائد أكبر بكثير من مجرد المساعدة على الهضم أو تعزيز قوة العظام والأسنان، إذ يمكن أن تصل فوائده الصحية إلى حد الوقاية من بعض الأمراض الخطيرة.
وفي دراسة حديثة، وجد الباحثون أن تناول كوباً واحداً من اللبن الزبادي بشكل يومي، يؤدي إلى تقليل احتمال الإصابة بسرطان الرئة، بنسبة 19%، مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولون الزبادي كجزء أساسي من نظامهم الغذائي، بحسب ما نشرته صحيفة "Daily Mail" الإنجليزية.

وأجرى الدراسة، فريق بحثي، في المركز الطبي بجامعة "فاندربيلت"، في مدينة "ناشفيل" بولاية "تينيسي"، وجدوا أيضاً أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، تسبب في تقليل احتمال الإصابة بنفس المرض بنسبة 15%، وأن اتباع نظام غذائي يومي يشمل الزبادي والأطعمة الغنية بالألياف الغذائية معاً يمكن أي يقلل من احتمال الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 33%، أي الثلث تقريباً.
ونُشرت الدراسة بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية لطب الأورام "JAMA Oncology"، ودرس خلالها الباحثون 10 من الدراسات الطبية ذات التجارب المطولة، أجريت بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين، وشملت أكثر من 1.4 مليون انسان.
ويؤكد الفريق البحثي أن نتائج الدراسة تبين أن الأطباء وخبراء التغذية يجب ألا ينظروا إلى الاستهلاك اليومي لمنتجات الألبان كأمر غير صحي، وأن الفوائد الصحية المصاحبة لمنتجات الألبان تجبرنا على أن نعيد تقييم رؤيتنا لمفهوم النظام الغذائي الصحي.

وتوصي الأدلة الإرشادية الصحية الأمريكية "Dietary Guidelines For Americans"، في طبعتها الحالية "2015-2020"، بعد تناول أكثر من 3 حصص من منتجات الألبان، وتنصح باختيار المنتجات المصنعة من لبن خالي أو قليل الدسم، وذلك بناءً على دراسات سابقة، وجدت أن المنتجات المصنعة من لبن كامل الدسم، أو كامل الدهون، تتسبب في زيادة معدلات الكوليسترول منخفض الكثافة "LDL" في الدم، وهذا النوع من الكوليسترول هو النوع الضار، الذي يرتبط طرديا بالأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية.

والسبب وراء تأثيرالزبادي المانع للسرطان يكمن في البكتيريا النافعة، أو البروبايوتك "Probiotics"، الموجودة بكثرة في منتجات الألبان المخمرة، خاصة اللبن الزبادي، وهي بكتيريا شديدة النفع للجسم البشري، هو خواصها المانعة للالتهابات والمحاربة للأورام، إضافة إلى تعزيزها لعملية الهضم والحالة الصحية للأمعاء.
وتحتوي منتجات الألبان، بما فيها الزبادي، على عدد كبير من العناصر الغذائية الأخرى، أبرزها الكالسيوم والماغنسيوم والبوتاسيوم، إضافة إلى فيتامينات "K1" و"K2"، وهي عناصر غذائية أساسية وضرورية للعديد من أجزاء الجسم.
ووجدت دراسات سابقة أن منتجات الألبان، خاصة الزبادي والجبن، له علاقة قوية بانخفاض احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، إلا أن نتائج هذه الدراسات لم تكن متسقة ومتماشية معاً بالشكل الكافي ليتم اعتبارها دليل حقيقي.

وتحتوي الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية على نوع من الألياف يسمى البريبايوتك "Prebiotics"، وهو غذاء ضروري للبكتيريا النافعة، البروبايوتك "Probiotics"، الموجودة في اللبن الزبادي، ويتميز الاثنين بأنهما يعودان بالفائدة على الجهازين الهضمي والمناعي، إضافة إلى فوائد صحية أخرى.

ويرى الباحثون أن المزيد من الدراسات ما زالت مطلوبة لتحليل وإثبات العلاقة بين الزبادي والألياف الغذائية من جهة، وانخفاض احتمال الإصابة، إلا أن الدراسة الأخيرة لا زالت محورية وذات أهمية كبيرة، حيث أنها الأولى من نوعها في العالم التي تنجح في تقديم دليل بحثي على وجود العلاقة المزعومة.

وتتخذ الدراسة الأخيرة أهمية متزايدة، لنشرها بعد أشهر قليلة، من دراسة سابقة، أجراها فريق في كلية الطب جامعة "هارفارد"، وجدت أن تناول الرجال للزبادي مرتين أو أكثر أسبوعيا يقلل من خطر إصابتهم بسرطان الأمعاء بنسبة 26 بالمائة.
تعليقات الفيسبوك